النظام المصري الحالي يكرر التجربة الجزائرية في التسعينيات بشيء من الغباء، والنظام الجزائري الحالي يكرر تجربة مصر مبارك قبل سقوطه ببلادة أيضا.! العراك المصري بين عسكر مصر وإسلام الإخوان لا يختلف عن العراك الجزائري بين العسكر والفيس أيام التسعينيات.! والضغط الذي تمارسه حاشية بوتفليقة على الرئيس بوتفليقة من أجل قبول عهدة رابعة لا يختلف عن الضغط الذي مارسه محيط الرئيس مبارك على مبارك من أجل عهدة خامسة أو التوريث. وزراء العهدة الرابعة في الحكومة الحالية لا يختلفون عن وزراء مبارك قبل سقوطه في عملية التطبيل والتزمير للتوريث أو المواصلة لمبارك من غرفة الإنعاش في حكم مصر.! أحمد عز وجماعته لا يختلفون عن الجماعة التي تدور في فلك الرئيس بوتفليقة الآن باسم “شكاير” المال الفاسد، وروائح الفساد في عهد مبارك لا تختلف عن روائح الفساد في أيام بوتفليقة الآن. الانسداد السياسي المصري في أواخر حكم مبارك لا يختلف عن الانسداد السياسي الحاصل الآن في الجزائر. المعركة بين محيط الرئيس مبارك قبل سقوطه بالمظاهرات مع العسكر وذراعه الأمني، لا تختلف عن معركة بوتفليقة مع العسكر وذراعه الأمني الآن. الحرب الصامتة بين عمر سليمان ومحيط مبارك حول التوريث، لا تختلف عن الحرب غير المعلنة بين (D.R.S) في الجزائر ومحيط الرئيس وأنصاره في موضوع العهدة الرابعة! مبارك عزل وزير الدفاع وعين مكانه المشير طنطاوي، لأن وزير الدفاع كان غير متحمس للتمديد لمبارك من غرفة الإنعاش أو التوريث لابنه بعده، والحالة نفسها تكون قد حدثت في الجزائر بإبعاد بوتفليقة لڤنايزية والإتيان بقائد صالح. الرئيس المصري قبل سقوطه “خلط” في جهاز المخابرات المصرية بما أزعج عمر سليمان.. والشيء نفسه حاوله بوتفليقة عبر سعداني والأفالان؟! نوعية المناشدين للرئيس المصري بالتوريث أو المواصلة هم جماعة “هز البطن” ووزراء النهب العام والانتهازيون، وفي الجزائر الأمر ربما أسوأ من هذا كله بالنظر إلى نوعية دعاة العهدة الرابعة؟! المترشحون إلى منافسة مبارك أو ابنه قبل حدوث الثورة لا يختلفون عن المرشحين الذين تقدموا الآن للرئاسيات الجزائرية كأرانب أو حتى “كضباع” سياسية؟! مضحكات الترشح لراقصة مصرية للرئاسة لا يختلف عن ترشح “واحد” عندنا بالسروال القصير أو حتى الترشح على كرسي متحرك؟! لكن المضحك أكثر عندنا أن الرئيس بوتفليقة قام بترتيب الداخلية والمجلس الدستوري والعدل والجيش والإدارة والحكومة بما يفيد التزوير، ثم يوجه تعليمة إلى الحكومة بإنجاز انتخابات نزيهة يترشح لها هو.! ويدعو إلى هزيمة نفسه؟! ترتيبات الرئيس للانتخابات توحي حتى بتزوير المرشحين، فما بالك بتزوير من يشرف على إدارة الانتخابات وإدارة عملية التصويت. فهل بعد هذا يمكن أن يحدث في الجزائر ما حدث لمبارك في مصر ويحدث لمصر السيسي ما حدث لجزائر زروال؟!