تيڤنتورين وضبابية الاستحقاقات تتسبب في تراجع المداخيل تميز العرض الأولي لحقول النفط المعروضة في إطار المناقصة الدولية الرابعة للتنقيب واستغلال النفط في الجزائر بحضور قوي للأجانب ممثلين لأكثر من 50 شركة بترولية دولية، غير أن هؤلاء لا زالوا مترددين في الحسم في القرار الخاص بالالتحاق بركب المشاركين فعليا في المناقصة أو البقاء في خانة المتفرجين، في انتظار ما ستسفر عنه الاستحقاقات الرئاسية المقبلة. وأجمع العديد من الأجانب ممن التقتهم “الخبر” أمس بجنان الميثاق، على أن مشاركتهم تقتصر فقط على جمع المعلومات التقنية الخاصة بالحقول المعروضة في المناقصة لا أكثر، مؤكدين أن القرار الأخير يرجع إلى الشركات الأم التي لا زالت لم تفصل نهائيا في قرار المشاركة أو الانسحاب. وعلى غير عادة الشركات الأجنبية التي كانت تتسابق لتقدم ضمانات للسلطات الجزائرية لتأكيد مشاركتها في المناقصات التي تجلب اهتمامها كخطوة أولى للفوز بإحدى الصفقات، فإن ممثلي الشركات النفطية فضلوا هذه المرة انتظار الآجال المحددة من طرف وكالة “ألنافط” للإفصاح عن قرارهم الخاص بالمشاركة. ودون أن يعبر الأجانب بصفة مباشرة عن انشغالاتهم بخصوص الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، أكد العديد منهم على أهمية الاستقرار السياسي في استقطاب المستثمرين الأجانب الذي يعد عاملا أساسيا يتقدم المزايا والتحفيزات الجبائية الهامة التي جاءت بها التعديلات الأخيرة لقانون المحروقات. وستكون المناقصة الدولية الرابعة بمثابة تجربة أولى للجزائر للتأكد من نية الأجانب في العودة بعد الاعتداء على الموقع الغازي بتيقنتورين، وهي الحادثة التي تسببت في إعادة مراجعة الأجانب لحساباتهم في الجزائر بعد أن ارتفع معدل خطورتها، وبالتالي تكاليف منح المخاطرة في الاستثمار أو العمل في الحقول النفطية الجزائرية.