تشهد أسعار الخضر والفواكه هذه الأيام ارتفاعا محسوسا أثّر في جيوب المواطنين الذين لم يتمكنوا من اقتناء الطماطم والجلبانة بعد أن تعدى سعرها 120 دينار للكيلوغرام الواحد، فيما تراوح سعر الخس بين 120 و140 دينار. في جولة قادتنا لبعض أسواق العاصمة سجلنا الارتفاع المذهل للأسعار، ووقفنا خلالها عند شكوى المواطنين من هذا الفارق في الأسعار، فسوق باش جراح المعروف بأسعاره المعقولة تفاجأنا بأسعار الخضر به، أين تراوح سعر الطماطم بين 100 و120 دينار، فيما بلغ سعر الجلبانة والفول 120 دينار أيضا، رغم أن هذين النوعين من الخضار موسمي ويفترض أن يسجل وفرة واسعة، حيث وصلت أسعار الجزر والكوسة (القرعة) واللفت إلى 80 دينارا، في حين بلغ سعر البطاطا 50 دينارا. أما سوق علي ملاح بساحة أول ماي فالزبائن خرجوا أمس منه بأكياس شبه فارغة، ولدى استفسارنا عن الأمر أجاب البعض منهم بأن الأسعار صدمتهم، واضطروا لاقتناء ما يكفي ليوم أو يومين في انتظار أن تستقر الأسعار، وخلال تجولنا بين طاولات العرض استوقفتنا الأسعار التي كان الخس فيها سيد الموقف ولم يهبط سعره عن 120 دينار، في حين بلغ أقصاه 140 دينار، أما الجلبانة والفول فقد استقر سعرها عند 120 دينار، فيما بلغ سعر الجزر واللفت والقرعة 80 دينارا، دون أن ننسى سعر الطماطم التي تسجل هذه الأيام ارتفاعا مذهلا عبر كل الأسواق بما فيها الأسواق الشعبية المعروفة عادة بأسعارها المعقولة كسوق العقيبة ببلكور أين تراوح سعر هذه الأخيرة بين 100 و120 دينار. نفس الارتفاع سجلته الفواكه بمختلف أنواعها، حيث بلغ سعر البرتقال وهو فاكهة موسمية 120 دينار، في حين تراوح سعر الموز بين 140 و180 دينار، واستقر سعر الفراولة عند 200 دينار للكيلوغرام الواحد. أسعار قال التجار إنها منطقية بالنظر لأسعار الخضر في أسواق الجملة، حيث يقتنونها بأسعار مرتفعة. وللاستفسار عن أسباب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه في أسواق الجملة، كان لنا اتصال مع رئيس الاتحادية الوطنية لأسواق الجملة مصطفى عاشور الذي ذكر أن وزارتي الفلاحة والتجارة تتحملان المسؤولية ولم تستعدا لمثل هذه الحالات، إذ تأخر جني المنتوج هذه السنة بسبب نقص تساقط الأمطار في شهري نوفمبر وديسمبر، ما أخر جني المنتوج، كما أن تأخر وزارة التجارة عن تنظيم الأسواق ساهم في تزايد نشاط المضاربين. من جهته ربط الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار ارتفاع أسعار الخضر بنقص المنتوج، مع العلم حسبه أن هناك عجزا بنسبة 20%، كما ربط المتحدث مثل هذه الظروف التي لا يحسب لها حساب بضعف غرف التبريد ومحدوديتها، وطالب وزارة التجارة بضرورة الإسراع في فتح الأسواق الجوارية لتقليص الفارق بين أسعار سوق الجملة والتجزئة، مطمئنا المستهلكين في الأخير أن هناك بعض الخضر ستشهد انخفاضا بداية من شهر أفريل كالطماطم والجلبانة بالنظر إلى استلام كميات جديدة منها تأخر جنيها بسبب العوامل المناخية.