تلقى رؤساء الجامعات على المستوى الوطني تعليمات تلزمهم بتطوير البوابات الإلكترونية لمؤسساتهم، طمعا في الظفر برتبة مشرفة في موقع تصنيف إسباني غير معترف به، يدعى "ويبو متريكس"، بعد أن وجدت نفسها خارج تصنيف شنغهاي العالمي، بسبب "ضعف" أدائها العلمي والأكاديمي، ويتم التركيز منذ أكثر من سنة على استقطاب أكبر عدد من الزوار، كشرط لتصدر قائمة هذا التصنيف الهاوي. قالت مصادر مسؤولة إن وزارة التعليم العالي استنجدت بموقع تصنيف هاو لإنقاذ سمعة الجامعات، التي ظلت في ذيل ترتيب موقع شنغهاي الصيني، وهو تحايل مفضوح، تضيف مصادرنا، باعتبار الترتيب لا يراعي أبدا مردودية الجامعات وأداء الأساتذة، عكس الموقع الأول الذي يعتمد معايير صارمة جدا ظلت محل تذمر وانتقاد حتى من قبل الجامعات التي تتصدر دوما قائمة ترتيبه، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي اعتبرت الشروط قاسية جدا، كما أن التصنيف كلي، بمعنى أنه لا يميز بين مختلف التخصصات والشعب التي تدرس في نفس الجامعة. وبحسب مصادر مسؤولة من القطاع، فإن مصالح البحث العلمي على مستوى وزارة التعليم العالي قررت مؤخرا الاعتماد على موقع ”ويبو متريكس”، وهو موقع تصنيف يديره مجموعة من الهواة الإسبان، وغير معترف به عالميا، باعتباره يركز على تصنيف المؤسسات الجامعية على المستوى المحلي، عكس موقع ”شنغهاي” الصيني الذي يرتب مختلف الجامعات والمعاهد من جميع دول العالم، وفق معايير علمية وأكاديمية صارمة ودقيقة. وانتقدت المصادر المسؤولة التي تحدثت ل«الخبر”، لجوء الوصاية إلى موقع هواة لإنقاذ سمعة الجامعات الجزائرية، ما سيكرس، حسبها، الركود الذي تعاني منه مختلف المؤسسات الجامعية والمعاهد، منذ سنوات، بسبب تراجع مستوى التكوين العلمي و«تقهقر” أداء الأساتذة باعتراف من مسؤولي القطاع، فموقع ”ويبو متريكس” الإسباني لا يهتم بأداء الجامعات ونوعية التحصيل العلمي الذي تقدمه، بقدر ما يركز على نوعية ونجاعة مواقعها الإلكترونية. ولتصدر قائمة ترتيب هذا الموقع الهاوي، فإن الجامعات والمعاهد مجبرة على استقطاب أكبر عدد من الزوار، وهو ما كان محل تعليمات صارمة من قبل مديرية البحث العلمي، حيث شرع أغلب رؤساء الجامعات على المستوى الوطني، في تطوير البوابات الإلكترونية للمؤسسات التي يسيرونها، للظفر بمرتبة ”مشرفة” ضمن تصنيف ”ويبو متريكس”. وإن كان مسؤولو هذا الأخير يركزون على ترتيب الجامعات والمعاهد على المستوى المحلي باعتبار الموقع غير معترف به من قبل أكبر الهيئات الأكاديمية والمؤسسات الجامعية العالمية، إلا أن مسؤولي القطاع، بحسب مصادر من الوصاية، فضلوا اللجوء إلى موقع هاو، بعد الضربة القاضية التي تلقتها الجامعات الجزائرية، في آخر تصنيف لموقع ”شنغهاي”، حيث وجدت نفسها خارج الترتيب العالمي. وظلت الجامعة الجزائرية، خلال السنوات الماضية، في ذيل ترتيب ”شنغهاي”، ما جعلها محل انتقاد من قبل المتابعين والمختصين، حيث طالبوا بضرورة التعجيل في تنظيم ندوة وطنية تجمع مختلف أطراف الأسرة الجامعية وكذا المختصين، لمناقشة أسباب تقهقر مستوى التحصيل العلمي، وهو أمر اعترفت به نقابات القطاع وأرجعته إلى سوء تسيير القطاع الذي يعاني، بحسبها، ”شيخوخة” على مستوى الإدارة تقف وراء نقص الكفاءة. ويتم إجراء تصنيف ”ويبو متريكس” كل ستة أشهر حيث يعتمد مؤشرين رئيسيين للتقييم، هما الوضوح الذي يركز على عامل التأثير بناء على المؤشر الثاني المتمثل في النشاط،حيث يعتمد على حجم المعلومات التي يقدمها الموقع الإلكتروني الخاص بالجامعة، ويتم تقييم هذه المواد بناء على عدد الروابط الخارجية التي يتلقاها الموقع، وعدد الزوار، حيث يعتبر ذلك في نظر أصحاب ”ويبو متريكس” دليلا على مكانتها العلمية وأدائها الأكاديمي.