اعتقد جيمس أوجاما أنه عثر على المكان المثالي لإقامة معسكر تدريب للجهاديين في مزرعة هادئة تقع في منطقة ريفية في ولاية أوريغون الاميركية. وكتب أوجاما في برقية أرسلها عبر الفاكس العام 1999 الى مرشده أبو حمزة المصري، إمام مسجد فنزبري بارك في لندن، يقول فيها إنّ "الارض التي تحدثنا عنها مساحتها نحو 160 فداناً وتبدو مثل أفغانستان تماماً". وأضاف أن أوريغون ولاية "مؤيدة للميليشيات والاسلحة النارية"، وأنه س"يسهل تخزين أسلحة للتدريب القتالي فيها". وأدلى أوجاما بشهادته أمس الأربعاء في محاكمة أبو حمزة في نيويورك، قائلاً إنه بعد أسابيع من البرقية التي أرسلها عبر الفاكس، وصل رجلان من المملكة المتحدة قالا إن أبو حمزة أرسلهما لتدريب المجندين في المعسكر. ويأمل الادعاء الأميركي ان تساعد هذه المعلومات في إقناع هيئة المحلفين بأن ابو حمزة "مذنب"، وانه أراد "اقامة المعسكر لمساعدة تنظيم القاعدة"، إذ تحمل الاتهامات الموجهة اليه عقوبة محتملة بالسجن مدى الحياة. وأبو حمزة (56 عاماً) متهم أيضاً ب"دعم القاعدة في أفغانستان، وبتقديم مساعدة للمتشددين الذين خطفوا 16 سائحاً غربياً في اليمن العام 1998 وقتل أربعة من الرهائن أثناء عملية الانقاذ". ويقول محاموه إنه كان "يلقي خطباً تلهب المشاعر"، لكنه "لم يرتكب أي جرم". ومثل أوجاما الذي أقر بأنه مذنب العام 2003 بتهمة التآمر لمساعدة حركة "طالبان" أمام المحكمة في اطار اتفاق تعاون مع ممثلي الادعاء ويتوقع ان يبقى على منصة الشهود أيام عدّة. وبصفته مساعداً سابقاً لأبو حمزة، يعتبر أوجاما شاهد اثبات مهما لدى المحكمة. وهو أفاد أنه التقى أبو حمزة للمرة الأولى في لندن العام 1998، بعد وقت قصير من عودته من رحلة الى افغانستان لحضور معسكرات تدريب. وقال أنه والإمام تناقشا في تعاليم الاسلام أثناء تناولهما الشاي والحلوى في مكتب الأخير في الطابق الثاني داخل مسجد فنزبري بارك. وذكر أنه خرج من الاجتماع "منبهراً للغاية بالشيخ أبو حمزة". وعمل أوجاما لدى أبو حمزة بعد هذا اللقاء مباشرة، وكتب ونشر مقالات على الانترنت لصالح منظمة يطلق عليها "أنصار الشريعة" يديرها أبو حمزة. وقال أوجاما إن "من بين المقالات واحد بعنوان "إعلان حرب"، يلخص دعوة اسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" لحمل السلاح ضد الولاياتالمتحدة". وعندما سأله مساعد المدعي العام الاميركي جون كرونان "هل كان أبو حمزة يشرف عليك عندما وضعت هذا البيان؟"، رد أوجاما بقوله "نعم كان يشرف علي". وأبلغ هيئة المحلفين بأن أبو حمزة كان ينظر الى العنف على انه ضرورة من أجل الدفاع عن حياة المسلمين وشرفهم وانه يعتبر التدريب من أجل الجهاد فرض على كل مسلم. وقال أوجاما انه في العام 1999، وصل الرجلان الى أوريغون قادمين من المملكة المتحدة، وأنهما أصيبا بالاحباط عندما وجدا أن المعسكر الذي يديره فيه القليل من الاسلحة والمجندين. وقال أوجاما إن أحدهما ويدعى اسامة قصير الذي زعم انه حارس شخصي سابق لبن لادن هدده. ومن المتوقع أن يشهد أوجاما في الأيام المقبلة أن "أبو حمزة" أمره في العام 2000 باصطحاب رجل آخر، هو فيروز عباسي الى أفغانستان ليتدرب مع "القاعدة".