قدّم الممثل المسرحي حميد ڤوري، أمس الأول، على ركح محي الدين بشطارزي في العاصمة، العرض الأول لمونولوج "يا نساء" للتعاونية الفنية لمسرح بورسعيد، الذي عرج لمدة ساعة على تفاصيل الحياة اليومية للمواطن العربي. بدا حميد ڤوري الذي يعود إلى خشبة المسرح الوطني بعد غياب طويل، حزينا ومتشائما من الواقع الذي تعيشه الدول العربية، لكن في هذا المونولوج الذي قال إن كتابته جاءت بطريقة ”ارتجالية” العديد من دعوات الحلم وعدم الاستكانة إلى ”الخذلان”. كما يقول حميد ڤوري، في تصريح ل”الخبر”، عقب العرض، إنه لم يقدم نصا بالمفهوم الكلاسيكي وإنما حاول تقديم عرض قابل للتعديل بشكل دائم على خشبة المسرح. وشارك في تقديم العرض ثلاثة ممثلين من ولاية عنابة، ساعدوا الممثل حميد ڤوري في ”تشريح” الظواهر الاجتماعية والسياسية المتشعبة في العالم العربي، التي تبدو، حسب مونولوج ”يا نساء”، رسائل مشفرة ضد العولمة. وركز المونولوج بشكل كبير على الموسيقى والأغاني، كخلفية ظلت تربط مشاهد التاريخ العربي. وأوضح ڤوري بأن تركيزه على ”الخلفية الموسيقية” يعكس أهمية حاسة السمع في ضبط إيقاع الذاكرة، ليدعو في الأخير إلى الحلم وعدم نكران الجميل من فوق خشبة المسرح، كما حذر من تفكك المجتمع العربي. وجاء العرض كمبادرة من التعاونية لإحياء الحركة المسرحية على خشبة المسرح الوطني، كما أكد الممثل محمد لعوادي الذي شارك حميد ڤوري في تقديم المونولوج ”اشتقنا للمسرح وأردنا تنشيط خشبة مسرح محي الدين بشطارزي”. وأشار رئيس التعاونية الفنية لمسرح بورسعيد إلى أن التعاونية سوف تقوم بتعديل العرض، قبل أن تقدمه للمرة الثانية بطريقة تضمن تجاوز عقدة عزوف الجمهور التي خيّمت على الجو العام للعرض. من جهة ثانية، كشف حميد ڤوري عن مشروع مسرحية ”شخوص متقاطعة” التي سيقدمها مع التعاونية الفنية لمسرح بور سعيد. وتتناول المسرحية، من إخراج ونص حميد ڤوري، حالات الخوف من خلال تسليط الضوء على لقاء مجموعة من العلماء في أحد الفنادق، قبل أن يتطرق إلى موضوع العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر لسنوات. ومن المقرر أن يتم تقديم العرض الأول، حسب رئيس التعاونية، يوم 23 ماي الجاري بالمسرح الوطني، وهو العمل الذي يعكف عليه حميد ڤوري حاليا بشكل كبير، بالإضافة إلى اشتغاله على رواية ”توابل المدينة” للكاتب حميد عبد القادر من أجل إخراجها على خشبة المسرح.