اتفقت حركتا النهضة وبركات أمس في لقاء جمع قيادتهما على مواصلة النضال والجهد من أجل الوصول إلى انتقال ديمقراطي “حقيقي”، مشيرين إلى ضرورة أن يكون هذا الانتقال الديمقراطي ب“وسائل حضارية وسلمية بعيدا عن كل أنواع التطرف والعنف”. أفادت حركة النهضة في بيان لها أمس أن “الوضع السياسي في البلاد والأفاق المستقبلية” شكل محور النقاش الذي جرى بمقر الحركة بين وفد من حركة النهضة ووفد عن حركة بركات. وحسب نفس البيان فإن الأمين العام للحركة محمد ذويبي رفقة عضو المكتب الوطني لعلاوي بلمخي الأمين الوطني مكلف بالعلاقات والشؤون السياسية، استقبل وفدا عن حركة بركات يضم كل من الناشطين أميرة بوراوي، خلوفي جعفر، مهدي بسكري، علي بوكردي فيلالي. ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين حركة النهضة المنضوية ضمن إطار تنسيقية مقاطعة الرئاسيات سابقا وتنسيقية الانتقال الديمقراطي حاليا، وبين حركة بركات التي كانت ضد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة ونظمت عدة تجمعات ووقفات احتجاجية أمام الجامعة المركزية. ويتضح من خلال البيان الصادر عن حركة النهضة والذي تلقت “الخبر” نسخة منه، أن هناك اتفاقا في المواقف بين الحركة باعتبارها حزبا سياسيا وبين حركة بركات كممثل للمجتمع المدني بضرورة “الانتقال الديمقراطي” في الجزائر، أي إحداث التغيير بالطرق السلمية، بحيث شدد البيان على “الوسائل السلمية بعيدا عن كل أنواع التطرف والعنف خدمة لجزائر الحريات والديمقراطية والتنمية الحقيقية”. ويؤشر البيان بأن حركة بركات التي تضم ناشطين من الحركة الجمعوية وحقوقيين وجامعيين وصحفيين تساند ما تقوم به مجموعة تنسيقية من أجل الانتقال الديمقراطي التي قررت تنظيم ندوة وطنية للانتقال الديمقراطي التي يجري التحضير لها من قبل حركة حمس والنهضة والعدالة والتنمية وجيل جديد والأرسيدي بمعية رئيس الحكومة الأسبق والمرشح المنسحب من الرئاسيات أحمد بن بيتور. للإشارة أعلنت حركة النهضة رفضها المشاركة في المشاورات حول التعديل الدستوري التي دعت إليها السلطة، ودعت أول أمس الطبقة السياسية الجادة خصوصا المعارضة إلى اتخاذ موقف مشترك بعدم الانخراط في مسعى السلطة. كما اتهمت حركة النهضة السلطة بأنها ترمي إلى جر المعارضة لمربع خطة السلطة لإفراغ مطالبها في التحول الديمقراطي مثلما حدث سابقا، وأكدت أن “السلطة غير جادة في الذهاب إلى حوار حقيقي مع المعارضة الجادة”.
