دخلت البرازيل كأس العالم على أرضها وهي لا تتوقع أقل من التتويج باللقب، لكن سذاجتها الخططية وقلة الإعداد النفسي وعدم قدرتها على فقدان اثنين من أبرز لاعبيها، كلّفها فرصة الفوز بالبطولة للمرة السادسة في تاريخها. بعد 39 عاما دون هزيمة في أي مباراة رسمية على أرضها، خسرت البرازيل مرتين متتاليتين في خمسة أيام. وجاءت الهزيمة 7-1 في نصف النهائي أمام ألمانيا كأقسى هزيمة للبرازيل في كأس العالم، ثم خسرت 3-0 أمام هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث. وقال تياغو سيلفا قائد البرازيل بعد لقاء هولندا “بعد الهزيمة 7-1 كانت مباراة هولندا صعبة للغاية من الناحية النفسية”، وأضاف “لكن يجب أن ننظر إلى ما ارتكبناه من أخطاء حتى لا نكررها مرة أخرى، خاصة عندما تهتز شباكنا بهدف، لأنه يبدو أن العالم انتهى بالنسبة لنا ويجب ألا يكون الحال هكذا”، وتابع “كرة القدم تتغير كل دقيقة ولا يمكن للفريق أن ينهار عندما تهتز شباكه، هذا طبيعي في كرة القدم”. وقدمت البرازيل عرضا ضعيفا أمام هولندا، لكن الهزيمة القاسية أمام ألمانيا سيظل عارها يلاحق الفريق في كأس العالم. وبدا التفكك على الدفاع الذي فشل في رقابة المنافسين أو التغطية أو الالتحامات، كما غاب الإبداع عن خط وسط الفريق في ظل تراجع فرناندينيو ولويز جوستافو. وكان لويس فيليبي سكولاري، مدرب البرازيل، يهدف إلى الهجوم، لكنه ترك خط وسط الفريق عرضة لضغط المنافسين ولم يكن هناك من يصنع الفرص مع غياب نيمار بسبب الإصابة. وقال توستاو الفائز من قبل بكأس العالم مع البرازيل في عموده الصحفي “تناسى اللاعبون كيف يلعبون كفريق”. وكانت البرازيل المرشحة الأبرز للقب السادس في تاريخها، لأنه لم يسبق لأي فريق من أوروبا أن فاز باللقب العالمي في الأمريكتين. وفازت البرازيل بتسع مباريات متتالية قبل كأس العالم تحت قيادة سكولاري، الذي ساهم في فوز بلاده باللقب الخامس في تاريخها عام 2002. وقبل عام واحد، فازت البرازيل بكأس القارات على أرضها بعد انتصارها في المباريات الخمس واكتساح اسبانيا بطلة العالم وأوروبا 3-0 في النهائي، لكن البرازيل لم تقدم أداء مقنعا منذ اللحظة التي تأخرت فيها أمام كرواتيا في المباراة الافتتاحية. وفازت البرازيل 3-1 في المباراة، لكنها احتاجت لركلة جزاء مثيرة للجدل لتتقدم على كرواتيا. ولم تتمكن البرازيل من هز شباك المكسيك في المباراة الثانية لتتعادل معها بدون أهداف، لكنها اكتسحت الكاميرون 4-1 في آخر مباراة لها في المجموعة نفسها، رغم تراجع دفاعها بشدة أمام واحد من أضعف الفرق في البطولة. وتغلبت البرازيل على تشيلي بركلات الترجيح في الدور ال16 بعد مباراة متكافئة، ثم تغلبت 2-1 بصعوبة على كولومبيا في دور الثمانية. ومع غياب نيمار للإصابة وتياغو سيلفا للإيقاف جاءت المباراة الحاسمة أمام ألمانيا التي لقنت البرازيل درسا لن تنساه الجماهير طويلا.