تألقت الفنانة المميزة سعاد عسلة في السهرة السادسة من مهرجان تيمڤاد الدولي وتركت انطباعا قويا في مشاركتها الأولى، من خلال وصلة فنية ثرية مزجت فيها بين الڤناوي والصحراوي في لوحة بانورامية رائعة، زادتها رقصات فرقة كركلا جمالا.. تميّزت السهرة السادسة من مهرجان تيمڤاد الدولي في طبعته ال36 بتنوع الطبوع التي مرت على ركح ثاموڤادي وسط حضور كبير، فجالت الأصوات والفرق وصالت في رحلة فنية ولوحة بانورامية مزجت بين الڤناوي والصحراوي قادتها المتألقة سعاد عسلة، إلى جانب الرقص الإيكوغرافي لفرقة كركلا وختامها كان على إيقاع “الڤصبة” و”البندير” ونجم الأغنية الشاوية عبد الحميد بوزاهر، في رحلة أشبه بمن هو على بساط الريح. كانت بداية الحفل بالنغمة الصحراوية وخاصة أغنية الڤناوي التي سجلت حضورها بصوت المتألقة سعاد عسلة التي قدمت باقة من أغانيها المعروفة على غرار “صحراوية” التي تتغني بجمال الصحراء، و«جابونا” عن جمال إفريقيا، “مارشونديز” و«عيشة” و«زوالي” و«باطيرا”، كلها أغانٍ سبقت سعاد إلى ركح ثاموڤادي، ما ضمن تجاوب الجمهور الحاضر الذي استمتع بواحدة من أحسن سهرات المهرجان. ولم تختلف الفقرة الثانية من حيث الإبداع والجمالية اللذين تميزت بهما أوبيرات “فرح التراث” لفرقة كركلا اللبنانية والتي طارت بالجمهور الحاضر إلى حقب من تاريخ الجزائر، فمزجت بين طبوع عدة أخذ فيها الراوي الحيز الكبير، وسط تجاوب كبير من الحاضرين الذين وقفوا احتراما وتقديرا لهذه الفرقة التي أمتعته بواحدة من أحسن أعمالها، في تنوع بين الرقص والكلمة الهادفة، ممزوجة بعبق التاريخ وروعة الطبوع الغنائية الجزائرية، في عمل سيبقى راسخا في الأذهان وهو الذي تغني بأمجاد الجزائر وعزتها. واختتمت السهرة بالمسك مع النغمة الشاوية الحاضرة بصوت عبد الحميد بوزاهر الذي أعاد على أسماع الحضور أغاني الزمن الجميل للنغمة الشاوية على إيقاع “الڤصبة” و”البندير” والتي حرك بها هدوء المدرجات التي ما كادت تستريح من تجاوبها مع أداء فرقة كركلا اللبنانية. وقدم عبد الحميد بوزاهر باقة من أغانيه التي اشتهر بها على مدار أكثر من أربعة عقود من العطاء، واستهل حفله بقصيدة رثى فيها غزة الجريحة بكلمات معبرة، قبل أن يشرع في إعادة ريبيرتوار عيسى الجرموني “عين الكرمة”، “أكر أنوقير”، “فرخ الحمام”، “ياولفي حبك هبلني”، “طالوا ليام”، واش أيصبرني”، ليبصم بذلك ختام السهرة السادسة التي كانت بمثابة واحدة من سهرات ألف ليلة وليلة بما حاكته من رموز وما حملته من معانٍ.