أوفت السهرة الافتتاحية لمهرجان جميلة العربي، الذي احتضنه ركح المدينة الأثرية كيوكول في طبعته التاسعة، بوعودها تجاه الجمهور الذي حضر للاستمتاع ببرنامج السهرة، الذي كان متنوعا لتلبية مختلف الأذواق. وقد كان افتتاح السهرة بأهازيج محلية لفرقة فلوكورية صدحت في أرجاء الركح، بعيطة سراوية أصيلة نبعت من أعماق حنجرة أبناء الهضاب العليا، حيث رددت فرقة محلية سطايفية، أغاني أصيلة تعود إلى غابر الزمن، حيث كانت الآلات الموسيقية تقليدية، والاعتماد على قوة الصوت وتنسيق الكلمات. وتم ترديد بعض الأغاني السراوية الأصيلة، ما فتح شهية الجمهور الذي تفاعل معها بالرقص التقليدي السطايفي والتصفيق وكذا ترديد دندنات الألحان، لتنزل هذه الفرقة المحلية تاركة المكان والزمان لعيطة شاوية أصيلة، حيث كانت فرقة بوزاهر أفضل ممثل للأغنية الشاوية الأصيلة. فبصوت قوي وألحان مميزة، سافر بالحاضرين إلى زمن الغناء الشاوي الطربي الأصيل، ونال به الإعجاب والثناء. وبعد انتهاء وصلة فرقة بوزاهر، اعتلى الركح فرقة كاركلا القادمة من أعماق بلاد الشام، وتحديدا بلاد الأرز، التي رسمت لوحات فنية متقنة ومتميزة الأداء في ملاحم تعبق بالفن الطربي والغنائي من الفن الجميل، ممزوجة بنغمات ورقصات جزائرية أصيلة، حيث طارت بالحاضرين إلى زمن العثمانيين وحضارة بلاد الرافدين وبلاد الشام، عبر رقصات كوريغرافية، حاكت الماضي وروت حكاية قصة ألف ليلة وليلية، عن ملك محب للسلام وجالبا للوئام لشعبه، لكنه أعمت بصيرته روح الانتقام وراح يهدم ما بناه في سنوات في لحظات. أما الوصلة الكوريغرافية الثانية كانت عبارة عن سوق قديم للملابس في زمن غابر، في حضارة عتيقة، فحكت أن سحارا ينصب على التجار لكي يساعد بتلك الاموال المحصلة الفقراء والمساكين، زينتها رقصات متناسقة ومعبرة عن ذلك الزمان والمكان، عن قصة لم تشأ البشرية أن تنساها، ليفاجأ الحاضرين بالمفاجأة التي حضرها رئيس الفرقة عبد الحميد كركلا المتمثلة في الوصلة الثالثة التي كانت جزائرية خالصة، حيث صعد فنانون وراقصون جزائريون لخصوا مختلف الطبوع الجزائرية بطريقة فنية رائعة مزجت بين الغناء والرقص والموسيقى. وكانت هذه الوصلة مسك الختام، ليسدل بعدها الستار ضاربا للجمهور الحاضر موعدا جديدا مع السهرة الثانية التي سيكون برنامجها ثريا وطبقه شهي كذلك.