يثير موقع "فايسبوك» جدلا واسعا على الصعيد العالمي، بسبب الأرباح القياسية التي يحصدها، خصوصا وأن مسألة اقتحام حياة وخصوصية المستخدمين أصبحت على المحك، بسبب استيلاء الإدارة على بيانات ومعلومات هامة لتحقيق أهدافها الربحية. يبدو أن بورصة ”وول ستريت» سامحت موقع ”فايسبوك» على تلاعبه بمشاعر مستخدميه، دون علمهم من خلال التحكم في صفحة ”تغذية الأخبار» في اختبار تأثير الرسائل الإيجابية أو السلبية على مزاج المستخدم. وهي الدراسة التي اعتبرها الكثيرون أمرا غير أخلاقي. وظهر ذلك جليا في تقارير الأرباح ربع السنوية للموقع الشهير التي تخطت كافة التوقعات ما رفع أسعار أسهم الشركة لمستوى قياسي. ففي الوقت الذي ينشغل العالم بمناقشة حماية الخصوصية والتجسس على الحسابات الشخصية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ينسى تماما التأثير الذي تحدثه تلك المواقع على عقول ومشاعر مستخدميه. وعلى الرغم من أن القائمين على تلك المواقع لا يملكون أن يجعلوننا سعداء أو تعساء، لكن الدفاع عن الدراسات المشابهة لتلك التي تتلاعب بلوغاريتمات الموقع لاختبار مشاعر المستخدمين يوضح أنهم لن يترددوا أبدا في التلاعب بالمستخدمين طالما سيزيد ذلك من أرباحهم. نزاع حول خصوصية المستخدمين وتلقت ”فايسبوك» دعمًا من بعض الشركات في نزاعها مع مكتب المدعي العام في نيويورك حول حماية بيانات المستخدمين من التحقيقات الحكومية، وهو الأمر الذي تحوّل بسرعة إلى صراع حول الحقوق الدستورية، واليوم فإن عددًا من كبرى شركات التقنية مثل ”غوغل» و»مينكدين» و»مايكروسوفت»، إضافة إلى اتحاد الحريات المدنية في نيويورك واتحاد الحريات المدنية الأمريكي، قد قاموا بتقديم مذكرات للمحكمة تدعم موقف ”فايسبوك». وأجمعت هذه الشركات في مذكراتها على أن المذكرات والتصريحات القضائية- مثل تلك التي طلبت من ”فايسبوك» أن تسلم بيانات 381 مستخدمًا إلى مكتب المدعي العام في نيويورك- تشكل مشكلة كبيرة خصوصًا عندما تكون من نوع ”الأوامر الصارمة»، والتي تمنع الشركات من تحذير المستخدمين وتنبيههم بأنهم يخضعون للتحقيق.