أعلن كريستيان غوركوف، مدرّب المنتخب الوطني، استعداده لمغادرة منصبه في حال فشل المنتخب في اجتياز الدور الأول خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا المقرر إقامتها بغينيا الاستوائية ما بين 17 جانفي الجاري و8 فيفري القادم. لم تحمل الندوة الصحفية التي نشطها المدرب الوطني كريستيان غوركوف، أمس، بقاعة الصحافة التابعة لمركب محمد بوضياف، أجوبة شافية على تساؤلات الإعلام والشارع الرياضي الجزائري في ظل التحفظ الذي أبداه التقني الفرنسي، خاصة فيما تعلق بخياراته الفنية أو بالأهداف المسطرة خلال المشاركة المقبلة في “كان” غينيا الاستوائية، في صورة تختلف كثيرا عما عاشه الصحفيون الجزائريون مع سلفه البوسني وحيد حاليلوزيتش صاحب الخطاب الناري والتصريحات المثيرة للجدل، لكن المدرب الفرنسي أبدى مع ذلك شجاعة لم يبدها المدرب البوسني لما أكد استعداده للتخلي عن منصبه في حال الخروج من الدور الأول في نهائيات غينيا الطبعة ال 30 بغينيا الاستوائية. وصرح غوركوف في رده على تساؤل أحد الصحفيين حول مستقبله في حال توديع المسابقة باكرا: هل سيفضل البقاء مثل سلفه، أم سيسعى للرحيل؟ فأجاب “هذا السؤال يجب أن تطرحوه على رئيس الفاف، المخول للإجابة.. من جهتي، مستعد للرحيل في حال الإخفاق وفي حال ما كانت هذه هي رغبة رئيس الاتحادية”، مضيفا “لست هنا لأجل عقد، أنا هنا من أجل مشروع.. لدي طموحات كبيرة أريد تحقيقها، مستعد لمواصلة مهامي في حال ما طلبوا مني البقاء، عدا ذلك لن يكون هناك مشكل وسأتقبل أي قرار بلا فلسفة”. “هدفي الفوز في كل المقابلات” وتحاشى المدرب الوطني في معرض حديثه تحديد الهدف الأساسي من المشاركة في النسخة ال30 من “الكان”، ليجدد ما قاله في الندوة السابقة بأن هدفه يبقى “الفوز في كل المباريات”، تاركا الانطباع بأنه غير ملزم بنيل اللقب القاري أو حتى بلوغ المربع الذهبي، ليجد نفسه في موقع محرج لما ذكّره أحد الزملاء بأن معنى كلامه بأن الخسارة في أول مباراة، بغض النظر عما سيحققه لاحقا، ستعني فشله في الهدف الذي حدده (الفوز بكل المباريات). “لست ملزما بتبرير خياراتي” ورفض غوركوف أيضا الخوض طويلا في خياراته الفنية الخاصة بقائمة ال23 المعنية بالمشاركة في “كان” غينيا الاستوائية، قائلا “لست هنا لأشرح وأبرر استدعاء كل لاعب على حدة”، مشددا على أنه مقتنع بالأسماء التي اختارها للمغامرة الإفريقية التي استند خلالها على 3 معايير أساسية، وهي المستوى الفني لكل لاعب والتكامل وانسجام أداء كل لاعب مع المجموعة، والمعيار الثالث والأخير قابلية كل لاعب لخيارات المدرب والتعود على الأجواء والحياة داخل المنتخب. لن أقحم مستقبلا كادامورو في وسط الميدان وفسر التقني الفرنسي حضور الوافد الجديد أحمد قاسحي في قائمة ال23 بديلا لمهدي عبيد المصاب، بتوفر المعايير الثلاثة المذكورة، منوها بالمستوى الذي يقدمه المعني مع ناديه ماتز الفرنسي. وللسبب ذاته، برر المدرب الوطني غوركوف عودة فؤاد قادير للمنتخب بعد طول غياب (توفر المعايير الثلاثة)، ليعرج على الاستنجاد بالياسين كادامورو الذي اعتبره بالقرار المنطقي “البعض استغرب استدعاء قاسحي، لكن بالمقابل الكل يرى عودة كادامورو أمرا منطقيا. صحيح أنه يلعب ظهيرا أيسر في فريقه، لكنه ليس منصبه الأصلي، فهو مدافع أوسط والأنسب لخلافة بلكالام. صحيح أنني جربته في وسط الميدان أمام مالي بسبب ظروف معينة، لكني لن أكرر ذلك في المستقبل”. لا تعليق بخصوص بونجاح وقضية غيلاس داخلية ورفض غوركوف بالمقابل الرد على تصريحات بونجاح الذي اتهمه بعدم منحه الفرصة، موضحا بأنه يقيّم اللاعب خلال المباريات والحصص التدريبية أيضا، مبديا تفهمه لغضب وحسرة هداف النجم الساحلي التونسي. كما رفض أيضا الكشف عما حدث بينه وبين نبيل غيلاس في العاصمة المالية باماكو، بعد مباراة مالي، ووصف ذلك ب”الشأن الداخلي الذي لن يخوض فيه أمام الصحافة”. وأكد المدرب الوطني أنه لمس لدى اللاّعبين رغبة كبيرة للتألق في “كان 2015”، مشيرا “لا تنسوا بأن هذا الجيل من اللاّعبين يملك قدرات كبيرة ولعب في المستوى العالي، وهو يملك الخبرة، فقد شارك في التصفيات والمونديال أيضا وعدة لاعبين شاركوا في المنافسات الأوروبية مع أنديتهم، لكن لا تنسوا أيضا بأن هذا الجيل المتميز لم يحقق أي لقب لحد الآن، والجميع يراهن على أن يكون موعد النهائيات فرصة لتحقيق شيء ما”. مهمتنا صعبة في المجموعة الثالثة وأضاف مدرّب المنتخب الوطني كريستيان غوركوف بأنه درس طريقة لعب منافسي “الخضر” في الدور الأول، معترفا بصعوبة المهمة التي تنتظره في المجموعة الثالثة، غير أنه قال “سنعمل على فرض طريقة لعبنا في كل المباريات، بداية بالمباراة الودية أمام تونس التي ستكون اختبارا جيدا”، ليؤكد بأن اكتفاء محاربي الصحراء بمباراة ودية وحيدة لن يؤثر قبل النهائيات، لأنه يركز عمله أيضا على “الحصص التدريبية”. وأوضح غوركوف في الأخير بأن برنامج “الخضر” ونتيجة تعليمة الفيفا التي سمحت للنوادي الأوربية بالاستفادة من لاعبيها لغاية 5 جانفي، تقلص دون أن يتأثر حتى وإن كان ذلك جعله يؤجل بداية عمله الفعلي في التحضير لغاية يوم الأربعاء المقبل.