شيّعت عصر أمس، جنازة مناصر اتحاد موزاية، فريد غرين، في جوّ مَهيب زاد صورة الرياضة الجزائرية قتامة، وعكس حزن أبناء مدينة موزاية، غربي البليدة، على فقيدهم الذي قتل غدرا ظهر أول أمس الجمعة، بطعنة سكين غرسها مناصر عين الدفلى في قلبه. لم تخلُ الجنازة من مشهد أمّ خنقها الحزن فجعا على فراق فلذة كبدها الوحيد وكتم أنفاسها، فحديث الوالدة مناجاة لربّها وترديد “حرقولي قلبي.. قتلوه” وبقلب مكلوم قالت جّدته “استقبلته وليدا في ال24 يوما من عمره راعيته صبيا وفتى ليرحل ما بين أيدينا شابا”. وبالعودة إلى الحادثة، فإنّ الشاب فريد غرين صاحب ال20 عاما مناصر ولاعب سابق في اتحاد موزاية بالبليدة، لم يستوعب أنّ طعنة السكين التي غرست قلبه ستودي بحياته وراح يشدّ قميصه لإظهار إصابته لرفاقه مردّدا “يا قاسني .. أنظروا ماذا فعل” قبل أن يسقط أرضا. بهذه الكلمات لفظ الضحية فريد أنفاسه الأخيرة غير مصدّقٍ الحادثة التي نجمت عن ملاسنات كلامية بينه وبين مجموعة من مناصري نادي جيل عين الدفلى حول الفريق الذي ستحسم نتيجة الفوز لصالحه، على اعتبار أن اللقاء يندرج في إطار الجولة 15 الأخيرة من مرحلة الذهاب ضمن مجموعة ما بين الرابطات وسط -غرب، قبل أن يباغته أحد المناصرين بطعنة غادرة في غفلة من رفاق الضحية ممّن انهمكوا في تصريف بعض النسوة المارّة اللائي فزعن من أصوات الشتم المتعالية حسب عبد الحق، أحد الشهود، لدى حديثه مع “الخبر”. وصرّح قريبه عبد الكريم أن الضحية بطل الجزائر في رمي الكرة الحديدية العام الماضي، قال ممازحا صديقه “اليوم آخر لقاء بيننا” وكأنّ القدريعيد نفسه ليزداد شرخ فاجعة الفقيد عمقا بعد حادثة فريد الخال الذي قتل غدرا في سنّ العشرين.