احتفل معتصمون رافضون للغاز الصخري، يوم 13 أفريل الماضي، بإنهاء 100 يوم من الاعتصام المتواصل في ساحة الصمود في عين صالح، وتعهد مشاركون، كانوا من بين أوائل المعتصمين في ساحة الصمود، بمواصلة الاعتصام إلى غاية تحقيق الهدف النهائي وهو صدور قانون يمنع استغلال واستكشاف الغاز الصخري. أعاد المحتجون الرافضون للغاز الصخري فتح الطريق الوطني رقم واحد أمام الشاحنات المختلفة يوم الخميس، وقال عدد منهم ”لقد قررنا من تلقاء أنفسنا إعادة فتح الطريق من أجل تمرير رسالة مفادها أننا قادرون في كل وقت على حشد المواطنين وراء حركة رفض الغاز الصخري”. ورغم الارتفاع الكبير في درجة الحرارة هذه الأيام في عين صالح، إلا أن المحتجين يتمسكون حاليا بالوقفة الاحتجاجية التي بدأت قبل أكثر من 100 يوم، عددهم يزيد وينقص، إلا أنهم مازالوا متواجدين في ساحة الصمود في عين صالح، ففي كثير من الأحيان يتقلص العدد، إلا أنه سرعان ما يعود للارتفاع لكي يتحول إلى حشد شعبي. يقول واحد من الشباب من لجنة التنظيم التي تراقب وترتب الوضع في ساحة الصمود: ”كنا في البداية نقول لن نغادر هذا المكان حتى لو تطلب الأمر الوقوف هنا 100 يوم، والآن نقول سنواصل الوقوف هنا إلى غاية تحقيق المطلب، لا يهم عدد الأيام أو الشهور التي يتطلبها وقوفنا هنا”. ورغم خفوت الاهتمام الإعلامي باحتجاجات رفض الغاز الصخري في الجنوب في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الاعتصام في ساحة الصمود متواصل منذ يوم 3 جانفي 2015 إلى اليوم، ولم يتوقف إلا خلال بضع ساعات في الأيام الأخيرة من شهر فيفري الماضي، أثناء المشادات بين رافضي الغاز الصخري وقوات الأمن، ثم عاد المحتجون إلى ساحة الاعتصام. وقال بيان أصدره أعضاء في لجان التنسيق، بمناسبة مرور 100 يوم على بداية الحركة: ”نحن مستعدون لمواصلة الاحتجاج والاعتصام لسنوات قادمة، في حالة استمرار السياسة الحالية للسلطة التي تتمسك باستغلال الغاز الصخري سرا، وتعلن في العلن أنها قررت تأجيل استغلال الغاز الصخري”. وقال السيد قادري حاج أحمد، أحد قيادات لجان تنسيق الاحتجاج في عين صالح: ”إنه لا توجد أي اتصالات مع السلطة في الوقت الحالي، كما أننا متمسكون بمطلبين، الأول هو الشفافية الكاملة في موضوع الغاز الصخري الذي تحول إلى سر دولة، أما الثاني فهو إصدار قانون واضح وصريح يمنع استغلال الغاز الصخري”. وعلّق رافضو الغاز الصخري في ساحة الاعتصام لوحة تحمل شعارين: الأول هو الآية الكريمة ”وجعلنا من الماء كل شيء حي”، والثانية هي عبارة ”صامدون”، التي تحولت إلى شعار سياسي وكلمة رنانة يرددها الشباب والشيوخ هنا. وقد تغير شعار رفض الغاز الصخري في عين صالح من عبارة ”لا للغاز الصخري”، إلى عبارة أكثر تأثيرا تنتشر في كل مكان هنا هي ”صامدون”، وتحمل العبارة دلالة قوية تعبر عنها وجوه الرجال الذين يتداولون على الموقع في خيمة وساحة الاعتصام. ويبدو، كما يقول الدكتور شيخ بن عاجي، المختص في علم الاجتماع من أدرار، وقد شارك في احتجاج عين صالح ”إنه رد قوي يحمل دلالة نفسية تتعلق بصراع الإرادات بين المحتجين والسلطات”. من جانبه أوضح السيد بازي عبد اللطيف قائلا: ”يجب أن تفهم السلطة أن الماء بالنسبة لنا أكثر أهمية من الدم، لأن أجدادنا صمدوا في هذه الصحراء القاسية بفضله، ولا يمكننا أن نسمح بأي محاولة للعبث به أو تلويثه”.