قال عبد القادر بن صالح “إن ترشيح بوتفليقة لعهدة رابعة أصبح ضرورة وطنية”! لا تستغربوا أبدا أن يصدر هذا الكلام على لسان رئيس حزب يقوم بالدعوة إلى ترشيح رئيس حزب آخر.. على اعتبار أن ما قاله سعداني من أن بوتفليقة هو رئيس حزب الأفالان وبالتالي يرشحه لعهدة رابعة.! رئيس حزب يرشح رئيس حزب آخر للرئاسة ظاهرة سياسية لا تحدث إلا في الجزائر..! لأن أبجديات الأحزاب والممارسة السياسية لا توجد أصلا في الجزائر. كل الناس تتذكر كيف “عفس” بوتفليقة على الدستور وقيم وقوانين الشعب والجمهورية، حين أمر عبد القادر بن صالح النائب في المجلس الشعبي الوطني عن وهران، أمره بالاستقالة.. فاستقال وعينه في الثلث الرئاسي في مجلس الأمة ثم ينتخب بالانتخاب الموجه رئيسا لمجلس الأمة.! فالذي يستقيل من النيابة ويضرب عرض الحائط بإرادة الشعب يكافأ ويعين رئيسا لمجلس الأمة، هذه هي الأخلاقيات السياسية والقانونية التي رأى عبد القادر بن صالح أنها أصبحت ضرورة وطنية؟! نعم قد يكون بن صالح على حق فالعبث بالمؤسسات الدستورية للبلاد أصبح ضرورة وطنية لمواصلة الحكم بهذه الصورة البائسة.. صورة مرشحين للرئاسيات يعرفون مسبقا أنهم أرانب.. ومرشحين آخرين يدركون أنهم لا حظ لهم سوى الحصول على وثائق الترشح لإعادة بيعها في السوق السوداء لأصحاب الشكارة.! لأن المعركة لم تعد حول من يكون رئيسا بل المعركة حول من تسمح له السلطة بأن يجمع التوقيعات ويضع في ملف سيرته الذاتية عبارة “مرشح للرئاسيات”! لو كان بن صالح صادقا مع نفسه ومع حزبه ومع الشعب لقال إنه يرشح الرئيس لعهدة رابعة ليرشح هو بدوره من يحكم الجزائر باسم الرئيس في السنوات الخمس القادمة؟! هل الضرورة الوطنية التي يتحدث عنها سي عبد القادر هي أن الرئيس بوتفليقة أوصل البلاد إلى حالة سياسة لا يوجد فيها غيره ليكون رئيسا للجزائر؟! هل هذه من أهم الإنجازات التي أنجزها بوتفليقة وأصبح يستحق عليها عهدة رابعة؟! الأفالان البائسة سياسيا تبرر التطبيل للعهدة الرابعة بكون الرئيس هو رئيس الأفالان؟! فهل الرئيس هو أيضا رئيس الأرندي؟! ورئيس كل الأحزاب الاعتلافية والمجهرية والانتهازية..؟! هل الجزائر في حاجة إلى هذه الصورة الكاريكاتورية لممارسة التعددية السياسية؟! إنني تعبان فعلا. [email protected]