يشهد فايسبوك الجزائريين حالة من الاستنفار والتخبط السياسي، قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الخميس 17 أفريل المقبل. وانقسم الفايسبوكيون بين داعين إلى المشاركة القوية في الاستحقاقات ومقاطعة الحدث، وبين المطالبين بعهدة رابعة للرئيس بوتفليقة والمعارضين لها، ومن يدعم مرشحا آخر لوحده. منذ إعلان حزب جبهة التحرير الوطني ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، العائد من رحلة علاج طويلة في باريس، لانتخابات أفريل المقبل، أصبح الفايسبوك في الجزائر على ”صفيح ساخن” مع دخول عدة مرشحين المعركة الانتخابية حيث تجاوز عددهم السبعين شخصا، ولو أنهم أشبه بالأرانب في نظر الكثير من النشطاء على الفايسبوك؟ وفي الجهة المقابلة تحوّل رد فعل القوى والأحزاب السياسية لبقاء الرئيس إلى آلة ”متحركة” بالسرعة القصوى من أجل دعم بوتفليقة، ومن أجل الدفاع عن عهدته الرابعة بالنظر إلى ما حققه من ”إنجازات” لا تنسى! ورفض الكثير من الفايسبوكيين عبر صفحاتهم الرسمية ترشح ”بوتفليقة”، المتواجد على رأس السلطة لمدة 15 عاما، لولاية رابعة، وانضم هؤلاء إلى صفحات الأحزاب السياسية المعرضة على الفايسبوك، بما فيها حزب العدالة والتنمية وحركة مجتمع السلم، كما طالبت هذه الأحزاب بمقاطعة الانتخابات الرئاسية ”في حال لم تقدم السلطة ضمانات كافية لنزاهة وشفافية الاستحقاقات الرئاسية المقبلة”. مسيّرو صفحات الفايسبوك في المزاد ومهّد مرشحون كثر، على غرار أحمد بن بيتور وعلي بن فليس ولويزة حنون وجيلالي سفيان، الطريق لقصر المرادية على صفحات هامة على الفايسبوك. ويتهافت المرشحون على ”مسيّري” الصفحات الكبرى على الفايسبوك من أجل تقديم الدعم لهم، وتجميل صورتهم لدى المشتركين عبر الفايسبوك في الجزائر الذين يقارب عددهم الخمسة ملايين مشترك. وعلى الرغم من الجدل بشأن حالته الصحية وبقائه في السلطة، لكنه عزز من تمسكه بمقاليد الحكم، بعودته من رحلة فحص طبية من باريس قبل الموعد المحدد، فضلا عن التغييرات التي أجراها على هيكل المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات، في سبتمبر، أعطت انطباعا بأنه يعزز نفوذه السياسي، ويمهّد الطريق لولاية رابعة، رغم أنه لم يعلن ذلك رسميا. وانقسم الكثيرون بشكل واضح، بين مؤيّد للعهدة الرابعة أو معارض لها، وهي التي جعلت الفايسبوك على صفيح ساخن، بالنظر إلى أن الرئيس بوتفليقة الأكثر إثارة للجدل من خلال صمته. وتأتي حالة عدم الاستقرار السياسي في الجزائر، والحراك على الفايسبوك والحملات الساخنة خصوصا لمقاطعة الحدث الانتخابي، في توقيت حساس، لبعض دول الربيع العربى، التي لا تزال تعيش حالة من الاضطرابات بعد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بزعمائها.