أوضح الصعوب ل”الخبر” وجود الأردن بجوار السعودية والعراق وفلسطين، جعل معظم تجار البلدان المجاورة يستوردون احتياجاتهم من السوق الأردنية لوجود ميزة المدن الحرة، حيث يمكن إدخال المنتجات إلى الأردن ثم إعادة تصديرها إلى دولة أخرى ضمن نطاق المدن الحرة الأردنية، وبالتالي يمكن تسويق المنتجات إلى دول الجوار من خلال السوق الأردني، وهذه فرصة يمكن أن يستفيد منها المصدر الجزائري في الدخول إلى أسواق المشرق العربي. في نفس السياق، أشار الصعوب “نتمنى من الإخوة أصحاب القرار في الجزائر إعادة النظر بقانون الاستثمار 49-51 الحالي، وإلغاء القائمة السلبية المفروضة على المنتجات العربية، إضافة إلى تفعيل الاتفاقيات الثنائية الاقتصادية المجمدة بين البلدين”، مضيفا “هنا لابد أن نشير بأن الاستثمارات الأردنية حقيقة وقائمة ويقدر عدد العاملين الجزائريين في الاستثمارات الأردنية ما يقارب 2000 عامل جزائري، ومن المتوقع ارتفاع عدد العاملين إلى 3000 في نهاية العام 2014، والذي سيشهد افتتاح عدد من المشاريع الأردنية في الجزائر، وهي مصنعان للأدوية بالجزائر العاصمة، ومجمع صناعي متكامل لتربية المواشي وصناعة اللحوم في الجزائر”. وأكد المسؤول الأردني “هنالك 408 شركه أردنية متواجدة ومستثمرة في الجزائر( المسير أو المالك من الجنسية الأردنية)، حيث تشير إحصاءات سجلات المركز الوطني للسجل التجاري الجزائري أن الشركات الأردنية شكلت نسبة 5%من عدد الشركات الأجنبية المسجلة بالسجل العام حتى نهاية عام 2012. ويأتي ترتيب الأردن الخامس عربيا والسابع دوليا، وهذا مؤشر إيجابي على زيادة تواجد الشركات الأردنية في الجزائر، خاصة وأن الجزائر من الأسواق العربية الواعد وفيها العديد من الفرص الحقيقية للاستثمار”، ليستطرد “هنالك الشركات الصناعية والاستثمارية التي تقوم بمشاريع صناعية إنتاجية مثل مصانع الأدوية التي تقوم بتصنيع الأدوية بالجزائر، وتعتبر من أهم الاستثمارات الأردنية في الجزائر مصانع (الحكمة، الدار العربية، الكندي، دار الدواء)، ويقدر عدد العاملين الجزائريين في هذه المصانع ب1200 عامل. وتشير إحصاءات وزارة الصحة أن الدواء الأردني يشكّل نسبة 14 % من نسبة الدواء المستهلك في السوق الجزائري، وأن هنالك 400 نوع من الأدوية الأردنية المسجلة لدى وزاره الصحة الجزائرية، بالإضافة إلى وجود مصنع ألمنيوم في مدينة المسيلة ويعتبر من أكبر مصانع الألمنيوم في الجزائر ومصنع أثاث مكتبي في قسنطينة بشراكة جزائرية. بالمقابل، هناك الشركات التجارية المتخصصة في مجال الاستيراد والتصدير وتقوم باستيراد الأدوية والمواد الكيماوية والمنظفات والمواد الغذائية والملابس والمعدات الصناعية والأسمدة والشركات الخدمية، التي تعمل في مجال الخدمات، كالخدمات المصرفية والبنوك والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبناء والمقاولات والمطاعم (البنك العربي 8 فروع وبنك الإسكان 5 فروع). أما على المستوى التجاري، فإن حجم المبادلات تراوحت ما بين 100 إلى 120 مليون دولار ما بين 2010 و2013، ويميل الميزان التجاري لصالح الأردن، لكنه حسب ذات المسؤول بعيد عن المأمول نظرا لعدم اهتمام المصدر الجزائري والمؤسسات الجزائرية بالسوق الأردني. وكشف المسؤول عن “قيام السفير الأردني الدكتور محمد النعيمات بلقاء عدد من الوزراء والمسؤولين الجزائريين لفتح آفاق جديدة والتعاون في عدة مجالات، اقتصادية وثقافية وسياسية، من أجل الارتقاء إلى العلاقة التي تكون بمستوى الطموح بين البلدين الشقيقين”، مضيفا أن تم بداية 2013 افتتاح خط جوي مباشر بين الجزائروعمان بواقع 3-4 رحلات أسبوعية منتظمة، مما يساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين البلدين، كما أصبحت الخطوط الملكية تنقل الحجاج والمعتمرين الجزائريين عبر الترانزيت إلى السعودية. وشدد المسؤول على أهمية إعادة تفعيل اتفاقية التعاون الطبي، مشيرا “كما هو معروف، فإن الأردن أصبحت من الدول المهمة في مجال السياحة العلاجية والترفيهية، حيث قام البنك الدولي بتصنيف الأردن الأولى عربيا والخامسة دوليا في مجال الطب والعلاج، حيث يمتلك الأردن خبرات وكفاءات عالية جعلته ينافس الدول العظمى في مجال الطب. ويتميز العلاج بالأردن بانخفاض تكاليفه مقارنة بالدول الأوروبية، وهنالك عدد كبير من الإخوة العرب والأجانب يتوجهون للعلاج بالأردن من مختلف الأمراض، وخاصة أمراض القلب والأعصاب والسرطان والإمراض الباطنية. ويمكن للمواطن الجزائري الراغب في العلاج بالأردن مراجعة السفارة الأردنية لمساعدته في الحصول على المعلومات التي يمكن من خلالها معرفة مدى إمكانية العلاج والكلفة التقديرية لذلك”. وكشف الصعوب عن افتتاح، خلال مارس المقبل، معرض دائم للمنتجات الأردنية في مبنى السفارة الأردنية في الجزائر بدعم وإشراف من المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية وغرفة صناعة عمان، وذلك من أجل إعطاء فرصة لرجال الأعمال الجزائريين بالإطلاع على الصناعات والمنتجات الأردنية عن قرب، ويمكنهم من خلال المعرض معرفة مواصفات وأسعار المنتج وطريقة الاتصال وإدخال المنتجات إلى الجزائر. كما يمكن لرجال الأعمال الجزائريين تسويق منتجاتهم إلى السوق الأردني من خلال المعرض، ليتم زيادة حجم التبادل التجاري ومساعدة الجزائريين في الدخول إلى السوق الأردني.