تعتبر قناة “كي بي سي” فتية بالنسبة لحقل السمعي البصري في الجزائر الذي بات يشهد تدافعا كبيرا، وقرأنا التحدي في عيون كل العاملين الذين قدموا إلى القناة من مشارب مختلفة ومدارس إعلامية متعددة ليلتقوا كلهم على شعار “رؤيا ورؤية” الذي يطبع روح القناة. المصداقية أولا .. المصداقية آخرا أمام الموعد السياسي الهام المتمثل في منعرج الانتخابات الرئاسية التاريخي، لم يكن أمام المسؤولين عن قناة “كي بي سي” إلا أن يقرروا الدخول في مرحلة البث التجريبي الثانية بداية من 28 مارس 2014، بشبكة برامجية تحاور العائلة الجزائرية صغيرا وكبيرا، حيث ضبطت القناة ساعات البث من الخامسة مساء إلى ال11 ليلا، بتخصيص ساعة للأطفال، وعرض برنامج “نقطة ضوء” الحواري السياسي، وكان الرهان الأكبر لمرحلة البث التجريبي الثانية نشرة الأخبار التي وقفنا على طريقة تحضيرها حتى ساعة البث التي ضبطت على الساعة الثامنة مساءً. يحدثنا رئيس تحرير الأخبار في قناة “كي بي سي” الصحفي رياض هويلي عن لحظات التحضير الأولى لإطلاق نشرة الأخبار، مؤكدا أن القناة حرصت منذ 6 أشهر على أن تكون لها نشرة “مميزة” بُنيت على قاعدة العمل الجماعي، فالانسجام والتآلف جعلا من فضاء العمل في قناة “كي بي سي” التي تحرص على نبض الأخبار اليومي، ويُشرف على النشرة اليوم حوالي 20 صحفيا ومذيعا يعملون في أقسام القناة المختلفة التي تشمل الروبورتاج والتحقيق وقسم الأخبار، كما تتواصل القناة مع شبكة مراسلين من ولايات الوطن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لضمان البعد الوطني للمادة الإخبارية. نجحت القناة في استقطاب العديد من الوجوه الإعلامية الجزائريين الذين تراهن عليهم القناة في تقديم التميز، كما يقول الصحفي الدكتور فاروق معزوزي الذي التحق بالقناة بعد تجربة قناتين فضائيتين “شرفنا هو الرسالة الإعلامية التي نبحث عنها من خلال سقف عالٍ للممارسة الإعلامية”، وتسعى القناة بكل قوتها إلى أن تحذو حذو جريدة “الخبر” التي رفعت شعار الصدق والمصداقية منذ ربع قرن”، وهو ما يعتبره صحفي قناة “كي بي سي” “غايتهم المنشودة” في تقصي الحقائق، كما تؤكد الصحفية سميرة مواقي التي تعمل بقسم الأخبار بالقناة عندما ذكرت باستفادتها منذ التحاقها بالقناة من ورشات تدريبية مكثفة أشرف عليها خبراء إعلاميون أوروبيون، ساعدتها في ضبط مفهوم “المهنية” على “الإيقاع العالمي”. خلية نحل اسمها نشرة الأخبار على الساعة السادسة بالضبط بدأ نبض نشرة الأخبار يتسارع، حيث يتم تسجيلها في هذا التوقيت بالذات لتواكب آخر لحظة من الأحداث التي تعج بها الجزائر كل يوم، وقد وجدت قناة” كي بي سي” نفسها ملزمة بهذا الإيقاع في ظل عدم وجود البث المباشر من الجزائر على غرار باقي القنوات الخاصة، ليكون موعد بث النشرة على الساعة الثامنة ليلا، وهو التوقيت الذي يوصف عالميا ب “ساعة الأخبار”. من غرفة التحرير إلى استوديو الأخبار، تبدأ الاستعدادات بسرعة وهدوء، فكل واحد من مدير الأخبار إلى مهندس الصوت ورؤساء تحرير الأخبار عثمان لحياني ورياض هويلي، وكذا منسقة الأخبار كريمة بوعباش، والقائمة طويلة من الذين التقيناهم في فترة مناوبة اليوم الرابع للبث التجريبي الثاني، كانوا أمام التحدي الأبرز “نشرة الأخبار”، حيث لا مجال للخطأ في ظل “خارطة الطريق” المسطرة التي تنوعت عناوينها في ذلك اليوم بين زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجزائر. ولإعطاء تحليل استراتيجي لهذه الزيارة، فقد وقع الوزير الأسبق عبد العزيز رحابي حضورا في بلاطو النشرة، وكذا الانتخابات الرئاسية التي أخذت حيزا كبيرا، كما التقينا في الاستوديو بمرشح الانتخابات الرئاسية فوزي رباعين الذي كان في زيارة إلى القناة ونزل ضيفا على النشرة، كما قال مقدمها في ذلك اليوم المذيع مصطفى كيساسي، كما كان الموعد مع الحديث عن “الأمن الغذائي وأموال الدعم الفلاحي” بحضور الطاهر بلنوار الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفين. الإعلامي محمد الفاتح خوخي مبادئ الصدق والمصداقية هي رحلتي بين جريدة “الخبر” وقناة “كي بي سي”، هذا الحلم تحقق، وسأسعى بكل جهدي إلى مواصلة السير نحو تقديم التميز والاختلاف. المذيعة خلود نوي مهنيون وضعوا ثقتهم فينا، وأعطوني فرصة تقديم أول نشرة أخبار لقناة “كي بي سي”، وهي مسؤولية كبيرة، أنا جد مهتمة بانتقادات المشاهد التي بفضلها نرتقي نحو الأفضل، ولكن تبقى مسألة تأخر تطبيق قانون السمعي البصري وكذا عدم إتاحة البث المباشر إشكاليتين تعرقلان العمل الإعلامي. المدير العام لقناة “كي بي سي” مداني عامر ل “الخبر” “فتحنا 40 ورشة لإنتاج شبكة هادفة لقناة كي بي سي” يؤكد المدير العام لقناة “كي بي سي” على أن انطلاق مرحلة البث الرسمي للقناة سيكون قريبا، مشيرا إلى أن القناة تستعد بشبكة برامج ثرية خلال شهر رمضان وأيضا المونديال. بعد انطلاق مرحلة البث التجريبي الثاني، هل يمكن القول إن ملامح قناة “كي بي سي” قد تحددت بشكل كامل؟ قناة “كي بي سي” هي قناة مواطنة جزائرية تضم 65 عاملا، وهو حاليا دون الحد الأدنى لأي قناة التي يجب أن يكون فيها 200 عامل على الأقل، نحن نتوجه نحو الناس ولا نصادر عليهم حق النقد، شخصيا التحقت بالمؤسسة منذ شهرين، وفتحنا ورشات كبرى للبرامج، لقد حاولنا قدر المستطاع أن نتواجد في هذه الظروف السياسية الحساسة التي تمر بها البلاد، وكان رهاننا على الورشة الكبرى وهي ورشة الأخبار، ونحن واعون جدا لانتقادات الناس، لأن الشكل الذي ولدت به نشرة “كي بي سي” وهو شكل جديد في الجزائر يحتاج لضبط إيقاع روح العمل عند الصحافيين إلى وقت. من بعض انتقادات الناس للقناة عدم تكثيفها في مرحلة البث التجريبي الثاني على البرامج السياسية؟ أعيد وأؤكد أننا في مرحلة البث التجريبي، نحن دخلنا المرحلة بنشرة وببرنامج سياسي هادئ وواع، لكل نمط تقديم مادته الإعلامية، هناك مثلا من يحول هذه المنصات إلى منصات صخب، ويتعامل مع البرامج الحوارية بالصخب والصراخ، نحن نريد أن نتعامل مع عقل الناس بالفكرة، نريد أن نرفع صوت الفكرة لكي تصل إلى الناس، وأنا لا أنتقد أحدا فلكلٍّ طريقته في التعامل مع الإعلام، ما يهمنا هو تقديم مضامين الخطابات السياسية بهدوء، ونريد أن نرفع مستوى البرامج إلى الفكرة، من خلال مخاطبة عقل المشاهدين. لماذا اخترتم نشرة واحدة فقط في اليوم، خصوصا أن توقيت بث النشرة يأتي في توقيت متزاحم بالنشرات العربية؟ نحن نشتغل الآن على ما يسمى بالمواعيد الإخبارية، فرهاننا على 3 مساحات: الساعة الواحدة والثامنة والساعة 11 ليلا، ولم نرد أن نتأخر عن الحملة الانتخابية، فبعد مرحلة البث التجريبي الأول والتي تعتبر بثا تجريب تقنيا، انطلقنا منذ 4 أيام في مرحلة ثانية من البث التجريبي من بث بعض المواد التي أنتجتها القناة، فغزارة الإنتاج لا تعني بالضرورة أن تقدم قناة 4 أو 5 مساحات في اليوم، فالأهم من ذلك هو نوعية الإنتاج. لماذا رؤيا ورؤية؟ المشهد الذي يولد في عيون الناس يولد من رؤية، هذه الرؤية هي حالة وطنية لقناة مواطنة، هدفنا هو الوصول إلى قناة قريبة من الناس ولا تقصي أحدا، لا يوجد لدينا خلاف مع أحد، فلا تأييد ولا خصومة، ومبدأنا هو التحقيق والتحقق من الأخبار والمعلومات وليس لدينا رأي، وأنا أحرص على عدم وجود رأي، فالرأي في التقارير ممنوع، وهذه ضمانتنا وحصانتنا، هناك فقط “وصلة مدتها 20 ثانية” مؤسسة بالضوابط الإعلامية. الانطلاقة الرسمية متى تكون؟ قريبا إن شاء الله، هناك حوالي 40 ورشة لإعداد البرامج لمرحلة الانطلاق الرسمي، فعملنا الآن مستمر، بينما لا تزال عملية بناء الاستديوهات الكبرى لقناة “كي بي سي” التي ستتوفر على أحدث التقنيات العالمية التي لا تتوفر عليها المؤسسات الإعلامية الجزائرية، مثل نظام “آفيد” ونظام “ليبرد”، وهو نظام بث في استديوهات “كي بي سي” أكثر من مليون و300 ألف دولار من التجهيزات، وهو نظام معتمد في كبرى القنوات العالمية مثل “سي.أن.أن” و “بي.بي.سي”. ما تقييمك للمشهد السمعي البصري في الجزائر؟ كنت أتمنى أن تخضع الممارسة منذ البداية إلى ضوابط قانونية مهنية موحدة، فهناك فوضى اليوم في الحقل السمعي البصري لا تسمح بممارسة المهنة وفق ضوابطها وقواعدها العالمية، فطالما لا توجد هناك سلطة قادرة على تطبيق قانون السمعي البصري لا يمكن الحديث عن سلطة الضبط، فلا يعقل أن يترك المجال لمن يشتم الناس ويخوض في أعراض الناس عبر الإعلام. ما تقييمك لتجربتك الشخصية مع “كي بي سي” إلى غاية الآن؟ وصلت إلى القناة منذ شهرين، ووجدت شبابا لديهم الكثير من الطموح والأحلام، ولكن يحتاجون إلى التكوين على تقنيات العمل الإعلامي من خلال توحيد مناهج المعالجة، وأنا على يقين تام أن هؤلاء الشباب سيصنعون الفرق، لأن لديهم استعدادا للانخراط في العمل بالقناة، وأقول صراحة إنه لدينا في غرفة الأخبار خلية قادر على المنافسة، لا أقول إننا الأحسن لأن الرأي في النهاية للمشاهد، لكننا قادرون على المنافسة.