أكد الإعلامي علي جري، مدير عام قناة "كاي بي سي"، أن ظروف انطلاق مرحلة البث التجريبي الأول للقناة أثرت كثيرا على شكلها، متعهدا بالعمل في المرحلة القادمة على ضبط إيقاعها، وفق خط جريدة "الخبر" التي تتبنى مبدأ "الرأي والرأي"، وهي السياسة التي جعلتها تحظى لسنوات باحترام المعارضة والسلطة على حد سواء، كما أوضح المدير الجديد للقناة بأن شبكة برامج "كاي بي سي" ستضبط بشكل نهائي خلال شهر سبتمبر القادم. ما الذي يدفعك إلى خوض هذه التجربة الإعلامية الجديدة؟ بعيدا عن الديماغوجية.. أولا لدي روح المغامرة، وأعتقد أن الصحافة في حد ذاتها “مغامرة”، خصوصا بالنسبة للصحافة المستقلة. أتذكر عندما بدأنا تجربة “الخبر” اليومي “ضحك البعض” ولكن نجحنا، كما أني أحب المشاريع الجديدة. في النهاية لم أغادر بيتي، ولا تنسى أني جزء من جريدة “الخبر” وأحد مؤسسيها وشركائها، إنما ابتعدت عن المسؤولية. ومن باب تقاسم المسؤولية مع زملائي، أعود اليوم إلى منصب مدير القناة بعد مناقشة الفكرة معهم، خصوصا وقد اكتشفت منذ مدة عالم السمعي البصري في الجزائر، وهو عالم آخر خارج إطار الصحافة المكتوبة، وأستطيع أن أقول إنها مغامرة جديدة. خلال زيارتك الأولى لمقر قناة “كاي بي سي” كيف وجدت الجو العام؟ لم أحظ بزيارة لمقر القناة قبل اليوم. بالنسبة للإمكانات التي تتوفر عليها “كاي بي سي”، أعتقد أنها وفق المقاييس العالمية، لديها إمكانات تقنية جيدة وتتوفر على فضاء واسع يضمن شروط العمل، وأعتقد أن عدد العمال جيد، هذه زيارتي الأولى للقناة، اليوم أزورها بنفس قناعاتي التي عملت بها في إطار المنتدى العالمي للإعلام، حيث وقفت على تأسيس العديد من القنوات العربية. وحتى أوضح الصورة، فقد كان التحاقي بقناة “النهار الجزائرية” في إطار المساعدة، ولم أكن يوما موظفا في قناة “النهار”. أما بالنسبة لقناة “الجزائرية” التي أشرفت فيها على إعداد 64 عددا من برنامج “قضايا وآراء”، فلم أتقاض أي مبلغ إلى يومنا هذا، وأنا أعتبر نفسي مناضلا من أجل توسيع حرية التعبير وحرية الصحافة في الجزائر. مجيئك على رأس قناة “الخبر” في ظل منافسة قوية، ما هو تصورك لتضع “كاي بي سي” على خط المنافسة؟ كل واحد يطمح إلى وضع لمسة خاصة في القناة، لن نعيد إنتاج نفس الأشياء في القنوات الأخرى، بالنسبة لنشرة الأخبار مثلا يجب أن تكون وفق المعايير الدولية، ومن ثمة يمكننا وضع لمسة خاصة لقناة “كاي بي سي”. يجب أن نثمّن تجربة جريدة “الخبر”، من المفروض أن تكمل القناة مسيرة الجريدة، وبلا شك يهمنا الجانب الخبري كثيرا، بوضع قيمة مضافة في حقل السمعي البصري في الجزائر، من خلال احترام المهنية والنوعية، وستكون لدينا برامج جديدة سواء في الأخبار أو الحصص والبرامج المختصة، وسنحاول الاستجابة لأكبر قدر ممكن من حرية الإعلام واستغلال مناخ العمل الصحفي في الجزائر. كيف تابعت القناة في البداية؟ في الحقيقة، كنا نتوقع انطلاقة أقوى لقناة “كاي بي سي”، مع الأسف تأخرها والظروف التي انطلقت فيها جعل انطلاقها صعبا، كما تزامن ذلك مع الحملة الانتخابية، ما جعلها تواجه بعض المشاكل. ما هو التصور العام للقناة وهويتها القادمة؟ بالنسبة لخطها سيكون كخط جريدة “الخبر”، الرأي والرأي والنقد وإلى غير ذلك. نحن انخرطنا في هذا الخط من خلال إعطاء الكلمة للجميع. للأسف القنوات الجزائرية الموجودة في الساحة تخلط كثيرا بين التقرير والروبورتاج، ويطغى عليها جانب السرد وإلى ذلك، ويشرفنا أن تكون القناة نسخة مرئية للجريدة، لا أقول إنها ستكون بنفس الأخبار ولكن بالنسبة للخط العام للجريدة التي تتمتع بالمصداقية عند السلطة والمعارضة، وهذا ما سنركز عليه من خلال النقاش السياسي والفكري والثقافي والرياضي من خلال ترقية الجريدة والقناة. متى ستكون الانطلاقة الرسمية؟ كمرحلة أولى، سأقوم بمعاينة التركيبة البشرية حتى أكوّن هيكلة القناة وتحديد المسؤوليات، وستكون الأولوية لبرامج شهر رمضان وكأس العالم، وهذا لاعتبارات تجارية بالأساس، وهو ما نطلق عليه “تسيير الظروف الطارئة”، أما الورشة الكبرى التي سندخلها فستكون شهر سبتمبر القادم، التي ستحدد خارطة شبكة برامج قناة “كاي بي سي”. إلى أي مدى سيؤثر غياب قانون السمعي البصري على عمل القناة؟ أكيد.. أي قناة لا يمكنها العمل إلا في إطار القانون، ومرحلة السمعي البصري التي تمر بها الجزائر اليوم تذكرني بسنوات التسعينيات، حيث كنا نطلق على قانون الإعلام “قانون العقوبات”. وأعتقد أن هناك ضرورة ملحة لوجود القانون في الجزائر مهما كانت سلبياته ونقائصه، لأنه سيعطي في النهاية للعمل الإعلامي ضمانات أكثر وحماية أكبر. أنشر على