امتدت أحداث غرداية إلى مدينة بريان، حيث تم غلق الطريق الوطني رقم واحد. كما شهدت مدينة غرداية موجة جديدة من عمليات التخريب والحرق، حيث تعرضت بساتين النخيل ومستثمرات فلاحية عدة لتخريب ونهب شملت السطو على المواشي وقتل بعضها وردم الآبار وإتلاف مزروعات. وامتدت عمليات التخريب إلى فرع المعهد الوطني لوقاية النباتات لتشمل منطقة بوهراوة في المدخل الشمالي للمدينة التي كانت طيلة النزاع الحالي بعيدة عن عمليات التخريب والعنف. قال عدد من الضحايا إن ما تم حرقة ليلة الخميس إلى الجمعة في منطقة بوهراوة يقدر بعشرات الملايير، حيث تعرض أكثر من 10 مستودعات كبيرة للسطو والتخريب خاصة في منطقة النشاطات ببوهراوة، وقال مصدر أمني إن قوات الدرك والشرطة وجدت صعوبة بالغة في التصدي للمجموعات التي استغلت ظلام الليل لتنفيذ عملياتها الإجرامية. وبدأت عمليات التخريب منذ الساعة الرابعة من مساء يوم الخميس وتواصلت 12 ساعة كاملة، واستغل منفذو هذه العمليات التخريبية التضاريس الصعبة لمناطق العديرة التي تضررت بها عدة مستثمرات فلاحية ومناطق فلاحية أخرى قريبة منها، إلى جانب منطقة النشاطات في بوهراوة، وأصيب في موجة العنف الجديدة ما لا يقل عن 20 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، كما أصيب 12 عون أمن منهم 5 دركيين و7 من عناصر وحدات التدخل السريع التابعة للشرطة. وتشهد ولاية غرداية منذ عدة أيام تجددا لمظاهر العنف، لم تستطع كل نداءات التعقل توقيفها ولا الإمدادات الأمنية من حصر رقعتها، فبعد أحداث ليلة أول أمس امتدت رقعة المواجهات والتخريب إلى مناطق لم يسبق لها أن عرفت مواجهات منذ اندلاع الأحداث المؤسفة نهاية العام الماضي، كحي التوزوز . وفي المساء امتدت المواجهات إلى بريان، أين تم تخريب سيارتين وإصابة 08 اشخاص بجروح. ولم تهدأ الأوضاع مع بداية الحملة الانتخابية، ولم تصبح المدينة الجريحة من أولويات السلطات المنشغلة بإنجاح عرسها الانتخابي. وفي سياق متصل، كان اللواء عبد الغني هامل أجرى زيارة للولاية أول أمس، وقف عليها على مدى الخسائر التي تكبدها جهاز الشرطة وشدد بالمناسبة على ضرورة توفير الأمن. وعلى صعيد متصل تبادلت وزارة التربية مع المديرية الولائية للتربية عدة تقارير في موضوع امتحانات نهاية العام الدراسي، التي باتت على الأبواب مع وضع أمني شديد الاضطراب في بلديتي غرداية وبنورة. ويواجه ما لا يقل عن 12 ألف تلميذ في غرداية احتمال عدم إجراء امتحانات نهاية السنة في بلديتي غرداية وبنورة بسبب الوضع الأمني المضطرب، وعجزت كل الإجراءات الأمنية المتخذة إلى اليوم عن تأمين التلاميذ في 12 مؤسسة تربوية في البلديتين المذكورتين، كما أن امتحانات البكالوريا في البلديتين الأكثر كثافة سكانية تواجه معضلة حقيقية بسبب تجدد أعمال العنف في كل مرة. وقد شرعت الإدارة في غرداية في التحضير لإنجاح امتحانات نهاية السنة، حيث طلبت وزارة الداخلية والجماعات المحلية من مصالح الأمن والسلطات الإدارية إعداد مخططات أمنية للحفاظ على أقصى درجات الأمن خلال الانتخابات الرئاسية بعد أيام، وتواصل وصول التعزيزات الأمنية إلى غرداية منذ يوم الجمعة الماضي، وتعمل مصالح الأمن على تنفيذ إجراءات لعزل الشباب الغاضبين من الطرفين مع تفادي الاحتكاك المباشر بين قوات مكافحة الشغب والسكان. كما قررت اللجنة الولاية الأمنية بغرداية، التي تضم مسؤولي أجهزة الأمن، ويترأسها والي الولاية وبصفة استثنائية هذه المرة مدير التربية بالولاية، عدة إجراءات لضمان السير الحسن للانتخابات الرئاسية المقبلة وامتحانات آخر السنة.