بدأت اللجنة المشرفة على تنظيم ندوة الانتقال الديمقراطي بإرسال الدعوات إلى الأحزاب والشخصيات التي تريد منها الحضور. وفي وقت لم يحسم قطب التغيير بقيادة المترشح الرئاسي السابق علي بن فليس أمر مشاركته، رفض رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة المشاركة على أرضية لم يساهم فيها حزبه. قال عمر خبابة القيادي في جبهة العدالة والتنمية إن ندوة الانتقال الديمقراطي بصدد توجيه الدعوة إلى رؤساء العديد من الأحزاب، على غرار عبد المجيد مناصرة رئيس حركة التغيير ومصطفى بلمهدي رئيس حركة البناء الوطني، وزبيدة عسول رئيسة حزب الرقي والتغيير، والأحزاب المنضوية تحت قطب التغيير الذي يقوده المترشح الرئاسي السابق علي بن فليس. وقال إن الدعوة ستوجه أيضا إلى أحمد بطاطاش السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، ولقيادات من الجبهة الإسلامية للإنقاذ لم يتم الفصل فيهم بعد، إلى جانب أحزاب أخرى ستوجه لها الدعوة تباعا. وذكر المتحدث في تصريح ل”الخبر”، أن التنسيقية قامت بدعوة أغلبية رؤساء الحكومة السابقين، على غرار علي بن فليس ومولود حمروش وسيد أحمد غزالي ومقداد سيفي وإسماعيل حمداني وكذا وزير الخارجية السابق أحمد طالب الإبراهيمي، وتحاول إيصال الدعوة إلى رئيس الجمهورية السابق اليامين زروال. ونفى خبابة وجود معارضة داخل تنسيقية الانتقال الديمقراطي لتوجيه الدعوة إلى شخصيات من الفيس المحظور، خاصة الرجل الثاني علي بلحاج. وقال إن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لم يظهر ممانعة لحضور هذه الشخصيات عكس ما تُدووِل إعلاميا. وحول المعيار المتخذ من قبل التنسيقية لتوجيه الدعوات، قال خبابة إن الجميع مرحب به ما عدا الأحزاب التي أظهرت عداءها لمسعى التنسيقية أو استهجنت طريقة عملها. وفي هذه النقطة، سئل خبابة حول إمكانية توجيه دعوة إلى لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال فقال إنه يستبعد ذلك تماما. ومن الشخصيات الأكاديمية التي ستوجه لها الدعوة، أولئك الذين أثبتوا حضورا في المجتمع من خلال أفكارهم ومساهماتهم في المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وذكر من بينهم وزير التربية السابق علي بن محمد. وأشار في هذا الصدد إلى دعوة عدد من الاقتصاديين البارزين وعلماء الاجتماع والمختصين في العلوم السياسية. وبشأن حضور فعاليات المجتمع المدني، قال خبابة إن الدعوة وجهت إلى حركات ناشطة مثل بركات ورفض ومبادرة نبني، إلى جانب المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، على غرار الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان والرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان. وقال إن الدعوة وجهت لهؤلاء لأن لهم طرحا ويتوافقون مع مسعى التغيير بطريقة سلمية. ولحد الساعة، لم يحسم قطب التغيير لعلي بن فليس مسألة حضوره للندوة. وقال جهيد يونسي رئيس حركة الإصلاح الوطني المنضوية في القطب ”إن الدعوة لم تصلنا إلى الآن، وحين وصولها سنقوم بدراستها”، وبدا يونسي مستهجنا ما اعتبره ”تخاطبا وتوجيه دعوات عبر وسائل الإعلام، في حين كان التشاور والحوار المباشر هو الأولى”. وبشأن ما يثار عن وجود حساسيات بين أحزاب داخل التنسيقية وأخرى من قطب التغيير، قال جمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائر الجديدة التابعة للقطب ”لا إشكال بيني وبين أي حزب في المعارضة”، وقال ”اختلفت مع عبد الله جاب الله تنظيميا لكننا سياسيا نسقنا مع بعض قبل فترة ولا يوجد بيننا أي إشكال”. ومعروف أن جهيد يونسي وجمال بن عبد السلام كانا من الشخصيات التي نشطت في حزب عبد الله جاب الله ثم اختلفت معه. وعكس أحزاب قطب التغيير، بدا عبد المجيد مناصرة رافضا للمشاركة في الندوة التي ستعقد يوم 10 جوان، وقال في يوم دراسي لحزبه أمس ”لحد الآن لم تصلنا دعوة، لكن من المستبعد المشاركة إذا أرادت التنسيقية أن تكون مشاركتنا سطحية هدفها المصادقة فقط على ما توصلوا إليه”.