بن عبد المطلب بن هاشم )أم هانئ) ابنة عمّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى اللّه عليه وسلّم، وأخت سيّدنا عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه. وأمّها فاطمة بنت أسد رضي اللّه عنها. قال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “قد أجرْنا مَن أجرت، وأمَّنّا مَن أَمَّنت” متفق عليه.. تَربَّت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في بيت أبيها أبي طالب، فكانت تُكِنّ له المودّة التامّة والحبّ الكثير، وكانت قبل إسلامها تدفع عنه أذى المشركين، وتنصره في كلّ تحرّكاته في سبيل اللّه، وكان عليه الصّلاة والسّلام يَصِل فيها رحمه، فكان يزورها ويطمئن عليها. روى أنّه لمّا عاد رسول اللّه عليه الصّلاة والسّلام من ثقيف بالطائف، وكان حزينًا لإعراض أهلها عن دين اللّه، توجّه لزيارتها، ثمّ بات عندها، فكان ما كان من حادثة الإسراء والمعراج، فكانت أمّ هانئ تحدّث بحديث الإسراء والمعراج، حتّى قيل: ما ذكر الإسراء والمعراج إلّا وذكر معه اسم أمّ هانئ. وكانت رضي اللّه عنها قبل إسلامها زوجة لهبيرة بن أبي وَهْب بن عمرو المخزومي، وأنجبتْ منه: عمرة، وجعدة، وهانئًا، ويوسف، وطالبًا، وعقيلا، وجمانة. وقد تولّى ابنها جعدة بن هبيرة ولاية خراسان في عهد سيّدنا علّي بن أبي طالب رضي اللّه عنه. أسلمت أم هانئ يوم فتحت مكة، بينما فَرَّ زوجها هبيرة هاربًا. وقال في ذلك شعرًا: لَعَمْرك ما ولّيْتُ ظهري وأصحابه جبنًا ولا خيفة القَتلِ ولكنّي قَلّبتُ أمري فلم أجد لسيفي غناءً إن ضُربتُ ولا نبِلي لمّا علم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بأمرها وفرار زوجها هاربًا لا يلوى على شيءٍ كارهًا أن يدخل في دين اللّه. تقدّم إليها ليَخطبها فقالت: واللّه إنّي كنت لأحبّك في الجاهلية فكيف في الإسلام، ولكنّي امرأة مُصبية (أي عندي صبيان) وأكره أن يؤذوك. فقال: “نساء قريش خير نساء ركبن الإبل: أحناه على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده” أخرجه البخاري. وقد روتْ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أحاديثَ، بلغت ستة وأربعين حديثًا. وتُوفيت أمّ هانئ رضي اللّه عنها سنة أربعين هجرية، وقيل: سنة خمسين هجرية.