وصل المنتخب الهولندي إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل، ضارباً بالتالي كل التوقعات التي استبعدته قبل المونديال من التأهل إلى هذا الدور، لقلة خبرة معظم لاعبيه ونتائجه المخيبة في أمم أوروبا 2012. اعترف المدرب لويس فان غال بأن ما تحقق لم يكن متوقعاً بقوله “ربما قللت من إمكانيات فريقي قبل كأس العالم”، ويشير المدرب إلى توقعاته قبل افتتاح المونديال بأن منتخبه يفقد الخبرة وأن هدفه المثالي يتمثل في التأهل إلى دور الثمانية، وهو الأمر الذي وافقه عليه النجم آرين روبن الذي قال قبل مواجهة كوستاريكا “التوقعات لم تكن مرتفعة قبل خوض المونديال، لكن الآن نفتخر بما تحقق”. وعند التعمق بمجريات ما يحدث في المنتخب الهولندي، فإن المدرب لويس فان غال ونجم الفريق آرين روبن هما أسرار هذا النجاح الفائق للتوقعات، وكلاهما يشترك في الهدف نفسه؛ رد الاعتبار. ويريد لويس فان غال محو عار عدم التأهل مع هولندا إلى مونديال 2002 بأسوأ تجربة تدريبية خاضها في حياته كمدرب، وحاصرته بعدها الإخفاقات حتى استعاد شيئاً من هيبته مع الكمار بفوزه بالبطولة معهم في 2009، ليعود بعدها إلى الأضواء مع بايرن ميونيخ وقيادته له إلى ثنائية البطولة والكأس وخوض نهائي رابطة أبطال أوروبا. مسألة اعترف بها وأشار إلى أنه كان قلقاً دوماً من اعتزال التدريب قبل تصحيح مسار ذلك التاريخ الأسود. أما آرين روبن، فلا يتذكر أحد له شيئاً في مونديال 2010، وعند رؤية رد فعل لاعب بايرن ميونيخ في التاريخ يتم إدراك تضاعف مستواه وقدراته. ففي موسم 2009-2010 لعب بقوة من أجل إثبات خطأ ريال مدريد ببيعه، وفي 2012-2013 أشعل الغابات على طريقة “رومينغه” ليعوض إهداره ركلتي جزاء أضاعت لقبي البطولة ورابطة أبطال أوروبا في الموسم السابق، ليساعد فريقه على الثلاثية التاريخية، وهو الآن يغيّر قوانين الطبيعة برفضه التعب، رغم ما يقال عن الطقس وضغط المباريات.