بخلاف السنوات الماضية حيث كانت تفضّل الكثير من هذه العائلات الإفطار على شاطئ البحر سواء على رمال شاطئي رشقون أو مرسى بن مهيدي، هذه السنة لم يحدث ذلك لأن افتتاح موسم الاصطياف صادف بداية الشهر الكريم، لكن ذلك لم يمنع العائلات من الانتشار بعد الإفطار في الأماكن التي تشتهر بها المدينة كما هو الحال بالنسبة لهضبة لالة ستي التي تبقى المكان المفضل بها للسمر والسهر إلى غاية قرب ساعة السحور، ذلك أن هضبة “لالة ستي” تتواجد داخل محيط غابي جميل وتحيط بها الأشجار الباسقة من كل مكان، وبقربها حديقة التسلية التي تجلب أنظار الأطفال، وكذا البحيرة الساحرة التي تمثل مصدر النسيم الذي ينعش النفوس. وتصنع العائلات جوا عائليا من خلال الجلوس والاجتماع حول الموائد الحجرية، مع تناول مرطبات باردة ومستلزمات السهرات الرمضانية. وتتبادل العائلات الحديث عن الهموم اليومية وعن مشاريع العطلة الصيفية كما يوضحه “خ. بومدين” الذي يقول إن الذهاب إلى منطقة لالة ستي ينسينا تعب يوم كامل، حيث تجتمع العائلات في أركانها وحناياها بالقرب من البحيرة أو في الغابة المقابلة. ويضيف بومدين أن كل أسباب الراحة والترفيه موجودة من مرافق التسلية الخاصة بالأطفال والإنارة والهدوء وتوفر الأمن، هروبا من الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة وضوضاء المدينة. ولعل ما يساعد العائلات على قضاء ساعات طويلة بهذا المنتزه السياحي، هو وجود المصعد الهوائي الذي يسهل تنقلهم إلى المكان بأقل جهد وزمن. لكن بالمقابل، ما يؤرق زوار الهضبة هو عدم احترام قواعد النظافة وانتشار الأوساخ. ولم تعد زيارة العائلات التلمسانية تقتصر على هضبة لالة ستي فحسب، بل إن الحوض الكبير الموجود وسط المدينة أضحى هو الآخر مقصدا يجلب إليه العائلات والزوار من المدن المجاورة، بغرض قضاء لحظات تحت الأضواء الكاشفة وافتراش العشب الطبيعي به والكراسي المنصوبة قرب صهريج الألعاب المائية التي تزيد من جمال المكان، قبل أن تتفرق العائلات الزائرة على الأماكن العديدة للحوض، ويتواصل البقاء إلى ساعة قريبة من الفجر. ولعل ما يجلب أنظار العائلات أكثر هذه الأيام، التوافد بكثرة على قصر الثقافة دالي عبد الكريم بإمامة الذي يحتضن هذه الأيام فعاليات المهرجان الوطني لأغنية الحوزي، حيث تمتلئ القاعة عن آخرها بالحضور القوي للعائلات للاستمتاع بالسهرات الفنية التي تحييها أعرق فرق أغنية الحوزي بالناحية.