دقائق قليلة بعد الإفطار، تبدأ الطرق المؤدية إلى هضبة "لالة ستي" بمرتفعات تلمسان، تعرف حركة مرورية مكثّفة، سواء عبر طريق حي بيروانة أو عبر طريق منصورة، بالجهة الجنوبية للمدينة. وتزداد الحركة المرورية كثافة بعد صلاتي العشاء والتراويح، لتعرف ذروتها ما بين الساعة الحادية عشر ومنتصف الليل في أجواء غير مسبوقة من الازدحام المروري، حيث تصل طوابير السيارات إلى غاية قرية عطار. ويضطر أعوان الأمن للتدخل لتنظيم حركة المرور، وفي الكثير من الأحيان يرغم أصحاب السيارات على تغيير الوجهة بعد أن تضيق حظيرة حديقة التسلية بآلاف المركبات القادمة من مختلف جهات ولاية تلمسان وحتى من خارج الولاية، حيث تحوّل منتجع "لالة ستي" وما به من مرافق للترفيه والتسلية، إلى الوجهة الأولى المفضلة لدى العائلات التلمسانية لقضاء سهرات رمضان والتمتع بهواء غابي جبلي عليل على ارتفاع ثماني مائة متر على سطح البحر. وتجلب العائلات التلمسانية معها في غالب الأحيان مأكولات ومشروبات أعدّت لاستعمالها كوجبة سحور، إذا لا يغادر الزوار أمكنتهم المفضلة بهضبة "لالة ستي" إلى غاية وقت الفجر والسحور، منتشرين حول الحوض المائي الاصطناعي وبالمقاهي والمطاعم ومحال المرطبات المنتشرة بالمكان. ويتسلى الأطفال بالألعاب ويركبون الخيول، وقد دفع الازدحام المروري وكثرة السيارات التي تقصد المكان، بعض العائلات إلى اختيار العربات الكهربائية المعلقة “التليفيرك” انطلاقا من محطة الحوض الكبير أو صهريج أمبدة ومحطة ثانوية بن زكري، كبديل اضطراري للتنقل نحو مرتفعات "لالة ستي" في رحلة معلقة لا تتجاوز مدتها العشر دقائق من محطة الانطلاق. في حين قد يستغرق استعمال السيارة وقتا يقارب الساعة من الزمن بسبب الازدحام المروري، ويعرف المكان تغطية أمنية كبيرة طيلة ساعات السهرة.