تواصلت ليلة أول أمس، فعاليات الطبعة العاشرة من مهرجان جميلة العربي، وتواصل معها الدعم اللامشروط لغزة الجريحة، و كل الأصوات التي غنت اتفقت على دعم القضية من مدينة الأرز لبنان التي مثّلها عاصي الحلاني إلى الجسور المعلقة وصوت أمين تجي في إلى مدينة عين الفوارة والشيخ سلطان. كانت البداية لبنانية بامتياز، حيث عاد للمرة الثالثة فارس الأغنية اللبنانية وصاحب الصوت القوي عاصي الحلاني للغناء بالجزائر، وكان ركح كويكول فضاء له للتضامن وللأغنية القومية والتحررية، بقدر ما كان أيضا فضاء لأغاني الحب والعشق والهيام التي أداها الحلاني كالعادة بامتياز. استهل عاصي محطته بآداء رائع مهدى لغزة مؤديا أغنية ”بنرفع أيدينا” وصور الأسف والحزن ترتسم جليا على محياه، ليطلق بعدها ضيف الجزائر العنان لقريحته التي تجيد التعامل مع كل الألوان، حيث امتزجت كلماته الجميلة وصوته القوي بديكور أثري تميّزه أطلال جميلة الضاربة في عمق التاريخ، فأدى العديد من أغانيه القديمة منها والجديدة، على غرار”مريت”، ”عم يبكي”، ”أنت والحب” وغيرها من الأغاني التي تفاعل معها الحضور كثيرا، وردد كلماتها بدون خطأ، وهو ما خلق روحا وجوا رائعين بين المغني ومعجبيه الذين جاؤوا بكثرة وسافروا مع الحلاني إلى بلاد الأرز وإلى بيت المقدس. خصص الشطر الثاني من السهرة للصوت المحلي الذي لا يقل قوة وعطاء، فكان جزائريا رايويا وسطايفيا، مع صوت ابن مدينة الجسور المعلقة في البداية أمين تجي، في طابع الراي وأدى أغنية جديدة واستحضر في أدائه الثاني روح المرحوم الشاب حسني. هذا الجو الرومانسي الذي أعاد الهدوء التام لركح جميلة بعد دبكة الحلاني، بدده من جديد الشيخ السلطان الذي هز الجماهير الحاضرة، فانتفضت على أنغامه السطايفية المحلية، ولم يفوّت هذا الأخير بدوره الليلة دون أن يسجل وقفة لصالح غزة مؤديا أغنية ”يا غزة يا أرض العزة”، ليكون الختام في هذه الليلة الثانية من المهرجان من شرف الشاب المغترب نجيم الذي أبدع بدوره فأمتع من أصر على البقاء من جمهور كويكول حتى النهاية.