ينطلق، مساء اليوم، من مطار هواري بومدين الوفد الرسمي الذي سيشرف على افتتاح الدخول المدرسي من ولاية غرداية. وكسابقة في القطاع، قررت وزيرة التربية نورية بن غبريط الاستنجاد بفيدراليات أولياء التلاميذ والنقابات، لإنجاح الدخول، في محاولة لامتصاص سخط ممثليهم بعد “فشل” آخر مساعيها لاحتواء غضب مستخدمي القطاع، تجنبا لهزة سيعرفها بداية الدخول، تماما مثلما أعلنت عنه معظم هذه التنظيمات. من جهة أخرى، وجهت بن غبريط، حسب مصادر مسؤولة، تعليمات صارمة إلى مديري التربية في الولايات، للتعجيل في تكييف الدرس الافتتاحي مع مضمون الموضوع الجديد الذي تم إقراره في آخر لحظة، بدل موضوع الكوارث الطبيعية الذي أسال الكثير من الحبر، ولاقى موجة انتقادات شديدة، حيث اتهمت الوزيرة بمحاولات تخويف وترهيب التلاميذ في أول يوم لهم بالمدارس. وبناء على تعليمات بن غبريط، تقول مصادرنا سيتم تخصيص الدرس الافتتاحي لموضوع “الوحدة الوطنية أمانة”، في الطورين المتوسط والثانوي، حيث أن الهدف من إقراره بحسب برقية الوزارة، هو إدراك أهمية الوحدة الوطنية والمساهمة في نشر ثقافة السلم، وسيتم خلال أول حصة طرح إشكالية مفادها أن “حب الوطن ليس أقوالا وأناشيد وشعارات، بل أفعال وأعمال وسلوكيات ومنهاج في الحياة، يتحمّل الجميع أمام الله والتاريخ مسؤوليته وأمانة الوفاء... وعلى الجميع واجب الحفاظ عليه والذود عنه وعن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، ومن يخالف ذلك فهو مخالف لقانون الاستخلاف في الأرض..”. وأمرت الوزارة بالاستعانة بدباجة القانون التوجيهي للتربية لسنة 2008 لتعريف الوحدة الوطنية، من خلال التركيز على واجبات الأفراد والجماعات نحو أمانة حفظ الوطن، وأن “تكوين الوعي الوطني يستمد عصارته المغذية من المبادئ المؤسسة للأمة الجزائرية التي هي الإسلام والعروبة والأمازيغية، باعتبارها مركبات أساسية للهوية الوطنية”، وعلى الأساتذة، بحسب المراسلة نفسها، الوصول إلى نتيجة مفادها أن “الوحدة الوطنية هي التي تردع الفتن في المجتمع وتتصدى لكل من يحاول أن يزعزع استقرار الوطن.. وشعارنا الدعوة إلى لغة الحوار بيننا كأفراد وجماعات.” من جهة أخرى، تلقى مديرو التربية على مستوى الولايات، تعليمات تذكيرية، تشدد فيها على مجموعة “لاءات” موجهة خاصة لتلاميذ المتوسط والثانوي، تمنعهم من ارتداء السراويل والتنورات القصيرة للذكور والبنات. وإن كانت هذه الإجراءات في الحقيقة تركة للوزير الأسبق أبوبكر بن بوزيد، إلا أنه كان ينتظر من الوزيرة الحالية التخفيف من حدتها، خاصة بعد أن بينت السنوات التي شهدت تطبيقها، “تمردا” غير مسبوق لتلاميذ هذين الطورين، فيما يخص منع الفتيات من ارتداء الكعب العالي واستعمال مختلف أنواع المساحيق حتى أبسطها، إضافة إلى حظر استعمال الهاتف النقال داخل الحرم المدرسي، ومثبت الشعر “الجال” وما ينتج عنه من تسريحات غريبة بالنسبة للذكور. خ. ل