استقر مكان اجتماع أقطاب المعارضة، اليوم، لتنصيب “هيئة التنسيق والمتابعة”، في المقر الوطني لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الكائن بالأبيار، بعدما كان راجحا أن يتم تنظيمه في مقر المكتب الولائي للحزب في شارع ديدوش مراد بالعاصمة. وسيكون اللقاء، وفق منظميه، محجوبا عن وسائل الإعلام. وأوضح مصدر نشط في التنسيقية أن رئيس الحكومة السابق، مولود حمروش، تعذر عليه الحضور لأسباب خاصة، لكنه مؤيد للمسعى وطلب أن يدرج اسمه ضمن أعضاء هيئة التشاور والمتابعة، بينما سيغيب بالمثل سيدي أحمد غزالي، نظرا لتواجده خارج الوطن. كما تأكد غياب الحقوقي والمحامي علي يحيى عبد النور عن الاجتماع لظروفه العائلية، وأيضا غياب المحامي مقران آيت عبد العربي، بسبب عدم توجيه الدعوة له. وأكد السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، في تصريح ل«الخبر”، عدم تلقي الحزب أي دعوة لحضور اجتماع تنسيقية الانتقال الديمقراطي وباقي أقطاب المعارضة. وقال: “لحد الساعة لم يصلنا شيء وسنعلن عن موقفنا فور تلقينا الدعوة”. وكان الأفافاس قد سجل حضوره في ندوة مزافران بكلمة لسكرتيره السابق أحمد بطاطاش. وسيكون رئيس الحكومة سابقا، علي بن فليس، مرفوقا بأربعة أحزاب فاعلة في قطب التغيير الذي يعتبر المنسق العام له. ويتعلق الأمر بكل من الطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، وجمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائر الجديدة، وجهيد يونسي رئيس حركة الإصلاح الوطني، ونور الدين بحبوح الأمين العام لاتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية. وعن الأكاديميين، سيشارك عالم الاجتماع السياسي، ناصر جابي. كما سيشارك الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي والمحلل السياسي والأمني أحمد عظيمي. وتتكون تنسيقية الانتقال الديمقراطي من ستة أعضاء، هم أحمد بن بيتور رئيس الحكومة سابقا، محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، سفيان جيلالي رئيس جيل جديد، محمد ذويبي الأمين العام لحركة النهضة. بلعباس: “الفيس مرحب به في بيت الأرسيدي” أوضح محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن “الهدف من تنصيب هيئة التنسيق والمتابعة ليس تخويف النظام، بل هو خلق جو ملائم يسمح بانتقال ديمقراطي”. وأشار إلى أن “تحقيق ذلك يتطلب المرور عبر أهداف مرحلية، آخرها هو الوصول إلى مرحلة انتقالية”. وأبرز بلعباس، الذي سيحتضن مقر حزبه في الأبيار الاجتماع، في تصريح ل«الخبر”، أن “النظام أصبح ينزعج من كون المعارضة باتت قوة فاعلة على الميدان، تعتمد في تحركاتها على التفكير الجماعي والتنسيق المشترك لإيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالبلاد”. وأضاف بلعباس أن تنصيب هيئة التنسيق والمتابعة يبرز أن “المعارضة نجحت في الخروج من الإطار القديم الذي كان مبنيا على التحليل السياسي والتنظير، إلى آفاق العمل السياسي الميداني حتى تتحول إلى فاعل سياسي حقيقي في البلاد”. وحول ما إذا كان حضور ممثل عن الفيس يمثل مصدر إحراج للأرسيدي، قال بلعباس إن “الوقت حان لأن يتفاعل كل الجزائريين على مختلف حساسياتهم، بعد أن تبين للجميع استحالة أن ينفرد طرف بحل الأزمة”. وتجنب رئيس الأرسيدي الإشارة إلى حضور الأفافاس من عدمه. مقري: “من لم يحضر سيقتنع غدا بالعمل المشترك” اعتبر عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، اجتماع تنصيب هيئة التنسيق والمتابعة “خطوة مهمة أخرى تدل على تطور العمل السياسي في الجزائر من حيث نضجه ومرونته وديمومته وضمان التواصل والبناء التراكمي والتعاون جميعا من أجل التطوير وتوعية الرأي العام وإشراك الشعب في التغيير الديمقراطي”. وكتب مقري، في منشور له على الفيسبوك، أن منظمي اللقاء لا يعولون “على حضور هذا أو غياب ذاك، فهو لقاء تشاوري أول سيستمر بحول الله”، وأضاف: “من لم يحضر سيقتنع بالعمل المشترك غدا حينما تتمايز الأمور ولا يصبح ممكنا إخفاء ما هو مستور”. وأبرز مقري أن هيئة التشاور والمتابعة، من وجهة نظره، “ليست هيكلا جديدا كما يعتقد البعض، ولكنه هيئة تجتمع فيها مختلف التجمعات الحزبية والسياسية المعارضة كتنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب التغيير وأصحاب المبادرات الأخرى وفق إرادة واختيار كل طرف”.