عرفت مقبرة سيدي يحيى، ظهر أمس، حركة غير عادية منذ الصبيحة بسبب الجمع الغفير الذي حضر جنازة الفقيد إسماعيل خباطو، قادمين من مختلف ولايات الوطن. وأجمع الحضور على أن رحيل خباطو يعتبر خسارة كبيرة بالنسبة للكرة الجزائرية، نظرا لما قدّمه هذا الرجل للجزائر قبل وبعد الاستقلال، واعتبر البعض الآخر أن حتى جنازة هذا الرجل كانت “رحمة”، لأنّها جمعت الأسرة الكروية الجزائرية ومنحتهم فرصة للالتقاء، لاسيما وأنّ هذا المدرب الراحل سجل اسمه في تاريخ نادي أولمبي العناصر واتحاد البليدة ومولودية الجزائر، دون نسيان تاريخه الحافل في المنتخب الوطني. وشهد جميع الحضور بأخلاق “عمي إسماعيل” وتفانيه في العمل وحبه للجزائر وكرة القدم، لكنهم أجمعوا على أن مدربا بحجم خباطو لم تنصفه الدولة الجزائرية ولم تمنحه الاتحادية الجزائرية حقه، كونه “موسوعة” في كرة القدم، لم يتم استغلالها حق استغلال من طرف القائمين على الرياضة، وهو ما اعترف لنا به أحد أبنائه واللاعب الدولي الأسبق عمر بتروني. الجمع الغفير الذي عرفته جنازة خباطو يؤكد المكانة العالية التي تحتلها هذه الشخصية في قلوب الجزائريين. وكما هو معلوم، فإن “عمي إسماعيل” سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ مولودية الجزائر، وهو أول مدرب في الجزائر يفوز بلقب بطولة إفريقيا للأندية البطلة على رأس “العميد” سنة 1976، فكان رحيله سببا في اجتماع الأسرة الكبيرة لمولودية الجزائر. من جهته، المدرب الحالي للمولودية بوعلام شارف سجل حضوره رفقة بعض اللاعبين، على غرار عواج وغربي ووالي، إضافة إلى كل مساهمي شركة العميد. قالوا عن المرحوم عمر بتروني “الفاف أجحفت في حق خباطو” يرى اللاعب الأسبق لمولودية الجزائر والمنتخب الوطني عمر بتروني، أن رحيل عميد المدربين إسماعيل خباطو يعد خسارة كبيرة للكرة الجزائرية، مشيرا في تصريحه ل”الخبر” إلى الإنجازات الكبيرة التي حققها هذا الرجل مع الأندية التي دربها وفي مسيرته مع المنتخب الوطني، لكنه يرى أن الاتحادية الحالية لم تنصفه “لو كانت الفاف تريد خدمة كرة القدم الجزائرية، كان عليها أن تستغل خبرة ومعارف خباطو في مجال التدريب، فمثلا كان بإمكانها أن تمنحه منصب مستشار للإشراف على تأطير المدربين، لأن ما يملكه خباطو لن تجده في الكتب”، يقول بتروني الذي أكد أن خباطو هو الذي اكتشفه عندما استحدث سياسة اكتشاف المواهب الشابة على مستوى التراب الوطني. خالف محي الدين “خباطو لم يكن بحاجة إلى تكريمات أو منصب لمعرفة كفاءته” لم يتوان المدرب الأسبق للمنتخب الوطني خالف محي الدين في الكشف أنه مستاء من التهميش الذي تعرض له “عمي إسماعيل” من طرف الاتحادية والوزارة الوصية، ولمح إلى ذلك من خلال تصريح ل”الخبر” حين قال “من يريد أن يعرف قيمة خباطو يحضر جنازة هذا الرجل، فهو لم يكن بحاجة إلى تكريمات أو عرفان من أحد، لأنه سجل بصمته ولا ينكر ذلك إلا جاحد. لقد كان من بين أحسن المدربين مع الفرنسيين وبعدها مع الجزائريين، وأتذكر في نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 1984 عندما كان يقدم الوجبات بيديه للاعبين لرفع معنوياتهم”، يقول خالف. عبد القادر ظريف “خباطو موسوعة كان بإمكاننا الاستفادة منه أكثر” وصف الرئيس الأسبق لمولودية الجزائر عبد القادر ظريف، الراحل إسماعيل خباطو بالموسوعة، وقال في تصريح ل”الخبر” “خباطو هو الأب الروحي للكرة الجزائرية وشيخ المدربين، أعطى الكثير للمنتخب الوطني وللمولودية. لقد حظيت بشرف العمل معه، فكان رجلا خلوقا وهادئا وصارما في العمل، ولكن للأسف لم نستغل هذه الموسوعة كما ينبغي”، يقول ظريف. عمر خباطو نجل الراحل “والدي لم يطلب شيئا من الدولة أو الفاف” كان عمر خباطو، نجل الراحل إسماعيل خباطو، متأثرا لرحيل والده، وقال إن والده قدم الكثير للكرة الجزائرية، ولو كان في بلد آخر لتم استغلاله أكثر، مضيفا في تصريحه ل”الخبر” “والدي لم يطلب أي شيء من الدولة الجزائرية ولا من الفاف. للأسف لو كان والدي في بلد آخر، لتهافت الجميع على خدماته، غير أن في الجزائر الذي يملك الكفاءة والخبرة يتعرض للتهميش، بل يحاولون محو أثره”، يقول ابن الراحل، الذي اعتبر أن قيمة والده اكتشفها أيضا من خلال الجمع الغفير الذي حضر جنازته وكل اللاعبين والمدربين الذين أشرف عليهم والذين يعترفون بكفاءته، يقول محدثنا. جمعها: عادل زكري وسام استحقاق أولمبي لخباطو قررت اللجنة الأولمبية الجزائرية، منح مساعدة مالية لعائلة المرحوم، إسماعيل خباطو، بعد فاجعة رحيله. ولم تحدد اللجنة الأولمبية الجزائرية، برئاسة مصطفى بيراف، قيمة المبلغ، إلا أن مصادر قريبة من الهيئة الأولمبية قالت إن قيمة المبلغ ستكون محترمة كثيرا، بالنظر للخدمات الكبيرة التي قدمها المرحوم للكرة الجزائرية، وسيتم منح المبلغ لعائلة المرحوم بعد عودة بيراف من الخارج، حيث يوجد في مهمة. كما سيتم تكريم عميد المدربين الجزائريين في حفل سيقام بمناسبة أول جمعية عامة قادمة للجنة الأولمبية الجزائرية، حيث سيمنح للفقيد وسام الاستحقاق الأولمبي، تكريما للرجل الذي وافته المنية عن عمر يناهز ال 94 عاما، بعد مشوار ثري لم يبخل فيه “عمي إسماعيل” بنقل تجربته الواسعة بصدق إلى المدربين الشباب. الجزائر: ه.شربال