كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال استهدفت في عدد من الحالات أماكن يتركز فيها المدنيون في القطاع وتم قتلهم بشكل متعمد، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال قصف مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من قصف سابق، بدلًا من أن يعطيهم الفرصة للنجاة بأنفسهم، فيما يوثق المرصد جريمة أخرى، استخدام القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية لحماية الجنود أثناء توغله في القطاع. جاءت معلومات المرصد في معرض إعلانه عن فحوى نتائج تقريرين شاملين عكف فريقه، على إعدادهما على مدار 114 يوم، تناولا جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة أثناء الحرب الأخيرة التي استمرت 50 يوماً. ويوثق الأورومتوسطي في تقريره الأول، الهجمات العشوائية والقتل العمدي، “إسرائيل تنتقم من غزة بقتل مدنييها”، حيث رصد انتهاك قوات الاحتلال للقانون الدولي الإنساني من خلال شن الهجمات العشوائية، والقتل المتعمد للمدنيين، واستخدام الأسلحة غير التقليدية، والاستهتار بأرواح الأطفال والمعاقين. وقال “خلال 50 يوما من الحرب، شنت القوات الإسرائيلية من البر والبحر والجو قرابة 66460 غارة أسفرت عن استشهاد 2147 فلسطيني، وتدمير 17132 منزل، ما يعني أن القطاع شهد انتهاكات كارثية لحقوق الإنسان”. وأفاد التقرير بأن إسرائيل استخدمت أسلحة غير تقليدية كقنابل مسمارية وأسلحة الدايم تسببت في تهتكات كبيرة في أطراف المصابين والجثث. ويوثق الأورومتوسطي في تقريره الثاني، استخدام قوات الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية لحماية جنوده أو لآلياته أثناء توغله في القطاع، حصلت على الأقل في ست حالات، من بينها حالة جرى فيها استخدام طفل كدرع بشري. وبيّن التقرير أن المدنيين الذين جرى استخدامهم كدروع بشرية، تعرضوا لمعاملة لاإنسانية ومهينة من الجنود الإسرائيليين، حيث تم احتجاز عدد منهم لعدة أيام، وتعرضوا خلال فترة احتجازهم لأنواع من المعاملة القاسية، كالضرب والإهانة والشتم والتجريد من معظم الملابس وتكبيل الأيدي.