بلغ عدد الكتب التي تمت طباعتها في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي حوالي 500 عنوان تتعدد بين رواية، شعر، كتاب علمي، وكان محور الأدب الليبي يحمل معاناة الأدباء في معتقلات وقمع القذافي لكل ما هو إبداع، هكذا تتحدث رفوف الكتب الليبية في جناحها بالصالون الدولي للكتاب، من منشورات وزارة الثقافة والمجتمع المدني الليبية التي نشرت أكثر من 200 عنوان، معظمها حول الأدب والمقالات ذات البعد التاريخي، بينما قامت دور النشر الخاصة بنقل مذكرات الروائي الليبي الذي كتب معاناته في سجون ومعتقلات نظام القذافي، كحال الروائي الليبي عبد الكريم الذناح الذي كتب عن سجن الحصان الأسود في ليبيا، والروائي محمد المفتي الذي عانى كثيرا في فترة القذافي، فكتب ”ذاكرة النار” و ”مذكراتي في السجن”، ورواية ”النفق” لسالم العوكلي، وديوان ”تحت القصف” لسميرة البوزيدي، ”ذاكرة الصمت الممتد” علي النفسي، وكذا ”يوميات خمس نجوم” وهي مجموعة قصصية لمحمد جلال خير الله، ضمن ثورة الأدب الساخر، الذي حضر في ليبيا ما بعد أحداث 17 فبراير. وتعكس العناوين في جناح اتحاد الناشرين الليبية شغف الأديب الليبي إلى التحرر من الخطوط الحمراء التي حاصرت الإنسان الليبي طيلة 43 سنة التي حكم فيها القذافي، بينما تحولت ”ثورة 17 فبراير” إلى خط أحمر جديد لا يمكن القفز عليه ضمن سلسلة الثوابت الدينية والعقائدية، في حين لم يستطع المثقف الليبي توقيع بصمته في المشهد الليبي المتخم بالأحداث الساخنة التي تسعى إلى تمزيق وحدة المجتمع الليبي. وقال علي عوين رئيس اتحاد الناشرين الليبيين ورئيس الاتحاد المغاربي للناشرين ل ”الخبر”، إن الساحة الثقافية في ليبيا سرعان ما عرفت تراجعا جديدا مع انتكاسة الثورة الليبية وحالة اللاأمن التي تعيشها ليبيا، حيث تراجع الإنتاج منذ سنتين، بعد أن أنتجت الثورة الليبية قادة جددا لا يهتمون بالثقافة ولا يؤمنون بالاختلاف، حيث لا تزال مشكلة ليبيا الأزلية هي الثقافة. كما يبدو من خلال تصريحات رئيس اتحاد الناشرين الليبيين أن الثورة الليبية لا تؤمِّن الطريق لاهتمام السياسيين بالفكرة والثقافة، وهو ما فجر موجة الفتن القبلية، ومظاهر التخلف والتسلح في ليبيا بشكل يمزقها ويبعدها عن مشهد التقدم.