تمسّك المغرب بموقفه القاضي بعدم تنظيم النسخة الثلاثين لنهائيات كأس أمم إفريقيا في موعدها بعد انتهاء المهلة القانونية بخمسة أيام التي منحتها “الكاف” للبلد المضيف، يوم 3 نوفمبر الجاري، للحسم في القرار. أعلن وزير الشباب والرياضة المغربي محمّد أوزين بأن بلاده لن تغيّر موقفها بخصوص تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015، مضيفا خلال اجتماع اللّجنة البرلمانية الخاصة بالقطاع الاجتماعي والشباب والرياضة، بأن المغرب “سيردّ اليوم السبت (أمس) ولا ينوي تغيير موقفه”، مشدّدا في سياق حديثه على أن المغرب “لا ينوي الرضوخ لضغوطات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، لأن الخطر الصحي (وباء إيبولا) كبير”. وجدّد الوزير أوزين رغبة بلاده بأن إقامة نهائيات كأس أمم إفريقيا في تاريخ آخر، بمعنى تأجيل موعد الدورة، مشيرا “نحن متشبّثون بموقفنا القاضي بتأجيل المنافسة القارية حتى لا نضع صحة مواطنينا في خطر”، ليضرب مثالا عن سيدة امتطت حافلة ونقلت العدوى ل50 راكبا في إحدى البلدان شبه الصحراوية. ولم يشر الوزير محمّد أوزين خلال مداخلته إن كان موقفه يعكس القرار النهائي الذي استقر عليه المغرب، والذي تم إخطار “الكاف” به، كون هيئة الكامروني عيسى حياتو أمهلت المغرب إلى غاية الثامن نوفمبر (أمس) لاتخاذ القرار الحاسم، حتى تتمكّن “الكاف” خلال اجتماع مكتبها التنفيذي يوم 11 نوفمبر الجاري بالقاهرة من اتخاذ الإجراءات اللاّزمة لتحديد مصير “كان 2015”. ورغم الموقف المحرج الذي تتواجد فيه “الكاف” بسبب موقف المغرب الرافض لإقامة الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا في موعدها، بسبب التخوّف من انتشار وباء “إيبولا” في المغرب، إلا أن الهيئة الكروية القارية أكدت تمسّكها بتنظيم “كان 2015” في موعدها، سواء في المغرب أو في بلد آخر، حيث أعلنت “الكاف” قبل أيام فتح الترشيحات لخلافة المغرب المحتملة، دون أن تعلن عن أسماء البلدان المستعدة ل«إنقاذ الكاف” من ورطتها، احتراما للمغرب، حسب ما أعنت عنه الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، غير أن بعض المصادر كشفت بأن أنغولا ونيجيريا مهتمتان بتنظيم دورة 2015 في موعدها، فيما أعلن التونسي طارق بوشمّاوي عضو المكتب التنفيذي ل«الكاف” بأن ثمة بلدين ترشّحا رسميا لخلافة المغرب دون ذكر اسميهما. وفي حال ترسيم انسحاب المغرب، فإن ذلك سيترتّب عنه إجراءات عقابية قاسية، تنصص عليها قوانين الهيئة الكروية القارية، حين يتم تسجيل تخلي أي بلد عن التزاماته في تنظيم الدورات النهائية، تصل إلى حرمان المنتخبات والأندية المغربية من المشاركة في كل المنافسات القارية لمدة أربع سنوات كاملة. السلطات المغربية بدورها، لا تنوي البقاء مكتوفي الأيدي في حالة تسليط عقوبة على الكرة المغربية، حيث كشفت مصادر عليمة بأن المغاربة اتصلوا بمكتب محاماة فرنسي للدفاع عن ملفهم أمام الكاف.