اعترفت وزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال، فرعون هدى إيمان، من سيدي بلعباس، أول أمس، بالنقائص الكبيرة التي مازال القطاع التي أشرفت عليه حديثا يعاني منها، معتبرة ذلك بمثابة تحصيل حاصل لعشريات من التسيير العشوائي للقطاع الذي يحتاج إلى خلق موارد مالية للوقوف على رجليه. وكانت المتحدثة قد وصفت التدفق الضعيف للأنترنت بالمشكل الذي يشمل كافة ولايات الوطن من دون استثناء، بعد أن أرجعت ذلك إلى نقص كوابل الاتصال نحو الخارج ”مع أننا نعلق آمالا على تحسين الخدمات ومضاعفة نسب التدفق ريثما يتم الانتهاء من المشروع الرابط بين وهران وفالنسيا الإسبانية لتدعيم الخطين المتواجدين تحت الخدمة الآن”، على حد قول المتحدثة. وترى الوزيرة بأن تعميم استعمال الألياف البصرية من شأنه أن يسمح بتغطية أحسن ”خاصة بعد أن باتت الكوابل النحاسية عرضة لاعتداءات صعب السيطرة عليها”، على حد قول هدى إيمان فرعون التي اعترفت بالمناسبة أيضا بالبطء المسجل في تجديد الشبكة الباطنية الخاصة ب«اتصالات الجزائر” بعد إشارتها بلغة الأرقام إلى تمكن ثلاث ولايات وطنية فقط من بين ال48 ولاية من بلوغ نسبة تجديد عادلت ال90 بالمائة. ومن شأن بعث مشروع ”بنك بريد الجزائر” أن يتطلب فترة زمنية قد تتعدى ال24 شهرا، من منظور الوزيرة التي أفادت بمباشرة وزارتها وضع حجر الأساس لخلق مؤسسات للتأطير والصيانة، مع أن ذلك يعد بمثابة اعتراف ضمني بفشل ”اتصالات الجزائر” في مواجهة التحديات الجديدة، خاصة ظاهرة الاعتداء على الشبكات الباطنية الخاصة بها. وتبقى الجزائر تحتل المراتب الأخيرة عالميا في تعميم استعمال الأنترنت بداخل البيوت، ”بحكم أن الأمر لا يتعدى ال10 بالمائة”، حسب وزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال التي وقفت أمس على معاناة سعاة البريد الذين يفتقرون حتى للدراجات النارية والهوائية وباقي مكونات حظيرة السيارات بسيدي بلعباس، قبل أن ترجع 40 بالمائة من ذلك إلى التسيير العشوائي لموارد القطاع. يذكر أن فرعون أشارت إلى عدم اكتمال دفتر الشروط الخاص بتقنية الجيل الرابع، مع أن ذلك لم يمنعها من إبداء قلقها النسبي بحكم الإقبال الضعيف المسجل في الشق المتعلق بتقنية الجيل الثالث حتى الآن.