أضحى اللاعب يوسف بلايلي حديث العام والخاص، هذه الساعات، ليس بسبب تألقه فوق المستطيل الأخضر، لكن بتصدره عناوين كافة الصحف الوطنية وحتى العالمية (تونس، المغرب، المواقع الإلكترونية العالمية..)، بسبب عقوبة الإيقاف التي سلطتها عليها الكاف، إثر ثبوت تناوله مادة محظورة في إحدى مباريات فريقه في دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا. يوسف بلايلي، البالغ من العمر 23 سنة (من مواليد 14 مارس 1992 بوهران)، باشر مشواره الكروي في نادي “أر. سي” مرافال (أحد أحياء مدينة الباهية)، حيث نشط في أصنافه الدنيا وتألق معه، وهو ما جعل مسيري مولودية وهران يخطفونه آنذاك ليلعب في فئة الأصاغر والأشبال مع “الحمراوة”. تألق يوسف في المولودية في الفئات الشبانية، بفضل فنياته الكبيرة ومهاراته، جعلت والده يطلب وقتها من إدارة فريق “الحمري”، مساعدة مالية، نظرا للظروف الاجتماعية التي كان يمر بها، غير أن رفض الإدارة الوهرانية الاستجابة لمطلبه، جعلته ينقل ابنه إلى وفاق سطيف الذي لعب له يوسف لمدة موسم كامل، قبل أن يقرر الرئيس الراحل لمولودية وهران قاسم ليمام رحمه الله، استرجاعه ليلعب موسمين في فئة الأواسط، وبعدها غادر فريق “القلب” وتنقل إلى أهلي البرج عندما كان ينشط هذا الفريق في القسم الأول، بعد أن قدم مسيروه عرض مالي مغري لوالده الذي كان مكلف بأعماله، ولكن بلايلي لم يقدر على مغادرة وهران ولعب مع الأهلي لمدة موسم واحد فقط، ثم عاد إلى مسقط رأسه. وفي موسم 2010/2011 خطف يوسف بلايلي الأنظار مع مولودية وهران، بعد أن وقع على أول عقد احترافي له، لمدة موسمين في عهد الرئيس السابق الطيب محياوي، مقابل 10 ملايين سنتيم شهريا. كما وضع مدرب المولودية آنذاك، شريف الوزاني سي الطاهر، الثقة في يوسف ليمنحه فرصة اللعب رفقة عواج سيد أحمد، وهو ما جعله يخطف الأنظار ويصبح قطعة أساسية في تشكيلة “الحمراوة”، بعد أن سجل عدة أهداف حاسمة في البطولة وفي كأس الجمهورية التي غاب عن دورها نصف النهائي، وهو ما كلف فريقه الانهزام أمام شبيبة القبائل. وبعد موسمين من التألق مع أصحاب الزي الأحمر والأبيض، فضل ابن مدينة وهران وبالضبط في ماي 2012، خوض تجربة جديدة في تونس، فتعاقد مع الترجي الرياضي التونسي لمدة موسمين، خطف الأنظار في الموسم الأول وتألق في البطولة التي توج بها ورابطة أبطال إفريقيا، عندما ساهم في وصول فريقه إلى الدور نصف النهائي ولكن في الموسم الثاني واجه بلايلي عدة مشاكل مع إدارة الترجي التونسي، وهو ما جعله يقرر مغادرة البطولة التونسية، بعد أن دخل في بعض الصراعات مع المسيرين الذين حولوه إلى الفريق الثاني، بعد أن غاب عن التدريبات لمدة شهر كامل دون سابق إنذار. بعد ذلك، فضل يوسف بلايلي العودة إلى البطولة الجزائرية من بوابة اتحاد الجزائر الذي قدم له عرضا مغريا، بدليل أنه يعتبر أغلى لاعب في البطولة الجزائرية منذ نشأتها (يتقاضى قرابة 500 مليون سنتيم شهريا). وقد أبدع “عاشور العاشر” كما يلقبه أنصار فريق “سوسطارة” في البطولة المحلية وفي رابطة أبطال إفريقيا التي كان يعول على التتويج بها هذا الموسم، ولكن خبر معاقبته من قبل الكنفدرالية الإفريقية سقط عليه كالصاعقة وسيحرمه من لعب نصف نهائي هذه المنافسة التي سيواجه فيها فريقه، كما هو معلوم، الأهلي السوداني، الأحد المقبل، في لقاء الذهاب الذي سيلعب في الخرطوم، ليتحول يوسف من أغلى لاعب إلى أكبر فضيحة.