تعد عادة “القشقشة” سيدة الاحتفالات بعاشوراء في قسنطينة، ورغم الجدل القائم حول جذورها وأول من مارسها ورغم الارتفاع المحسوس في أسعار المكسرات، إلا أنها لاتزال تحظى بشعبية كبيرة. بدأت المحلات الخاصة ببيع المكسرات بمختلف أنواعها، على غرار اللوز والجوز والفول السوداني المحمص، عشية عاشوراء، تحضر لهذه المناسبة التي عادة ما تتزين لها المحلات بطريقة تسيل اللعاب وتكثر الطاولات الفوضوية التي تبيعها. والجميل فيها أن تجارتها لاتزال متواجدة بوسط المدينة القديمة خاصة “السويقة” و”رحبة الصوف” و”مقعد الحوت”، حيث يكون الإقبال عليها بدءا من الأيام العشرة التي تسبق يوم الاحتفال، وأكلها يكون سواء بعد صيام اليوم التاسع ليلا واجتماع الأسرة عليها أو في اليوم العاشر من شهر محرم. ويتنوع محتوى “القشقشة” ما بين المكسرات التي يجب أن تكون في قشرتها ويحبذ تكسيرها ب”المهراس النحاسي” المصنوع باليد، إلى جانب حبات من التين المجفف “الكرموس” والتمر بأنواعه، تضاف إليه الحلوى خاصة منها “الحلوانية ذات الألوان”، حيث يأخذ كل فرد من العائلة حصته منها. وقد عرفت هذه العادة تراجعا طفيفا خلال السنوات الأخيرة تم تداركه مؤخرا، بعد نداءات المقاطعة التي اعتبرت هذه العادة غريبة عن التعاليم الإسلامية ودخيلة على المجتمع العربي والقسنطيني، فيما أكد الكثير من سكان المدينة أن نسب هذه العادة لليهود خاطئ، كون احتفالاتهم معاكسة تماما لما يقوم به عرب قسنطينة، لكن الإجماع كان على أن “القشقشة” تظل مظهرا جميلا من مظاهر البهجة والفرحة بقسنطينة. وقد عرف سعر المكسرات، خلال الشهر الأخير، ارتفاعا ملحوظا فاق 400 دينار، حيث بلغ سعر الجوز 2000 دينار و1750 دينار بالنسبة للوز، في حين أن الفول السوداني أصبح سعره 400 دينار بعد أن كان 250 دينار. وفي جولة لدى الباعة المتواجدين بالسويقة، أكدوا أن سعر المكسرات ارتفع بسبب الضريبة المفروضة على التجار المستوردين لها والتي أدت إلى نقص التزويد أو زيادة في سعرها بسوق الجملة، مع الإبقاء على المنتوج المحلي، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب وقلة العرض واختلال في تحديد ثمنها. وعن الخوف من مقاطعتها أمام ارتفاع سعرها وضعف دخل الفرد، فقد جزم التجار ذاتهم بأن الإقبال على المكسرات هو نفسه سواء للغني أو الفقير، وسكان قسنطينة ينتظرون عاشوراء كل سنة للاحتفال بها.