أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أن موقف الجزائر من النزاع الليبي “دائم وثابت” وأنه يستند “للمبادئ الأساسية المتعلقة باحترام سيادة هذا البلد وسلامته الترابية ووحدته وتماسك شعبه”. قال مساهل، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس، إن الجزائر ستواصل دعمها لليبيا ولجهود الأممالمتحدة من أجل استعادة السلم والاستقرار في هذا البلد الذي يرزح تحت نير أزمة أمنية معقدة منذ أربع سنوات. وأوضح الوزير أن “الجزائر تعمل مع الأممالمتحدة لتحقيق تسوية نهائية ودائمة لهذا النزاع، ولاقتراحات الممثل الخاص للأمين العام الأممي من أجل ليبيا”، كاشفا النقاب في هذا الصدد عن مقترحات “تتعلق بالتوقيع السريع على اتفاق بين الأطراف الليبية بهدف التعجيل بوضع حكومة وحدة وطنية تكلف بتسيير المرحلة الانتقالية ومواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية العديدة ومكافحة الإرهاب، لاسيما تنظيم “داعش” وفروعه المرتبطة بالجريمة المنظمة عبر الاتجار غير الشرعي بالأسلحة والمخدرات”. وفي السياق ذاته، أبرز عبد القادر مساهل، الذي ترأس، بداية هذا الشهر، اجتماعا لدول الجوار الليبي بحضور المبعوث الأممي الجديد في ليبيا، مارتن كوبلر، مؤكدا أن الاجتماع الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية أفضى إلى إجماع واسع لصالح حل سياسي حصري للأزمة الليبية والتوقيع السريع على الاتفاق السياسي بين الأطراف الليبية والتعجيل بوضع حكومة وحدة وطنية. ويشار إلى أن تصريحات مساهل تأتي بعد الإعلان عن عقد مؤتمر دولي حول ليبيا في روما، منتصف هذا الشهر، بمبادرة من وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي سيقترح “خطة بديلة” لحل الأزمة، تتضمن إلغاء نتائج حوار مدينة الصخيرات المغربية. وحسب مصادر ليبية، فإن كيري يكون توصل مع الأطراف المعنية إلى عقد المؤتمر بحضور ممثلين عن الأطراف الليبية المنخرطة في الحوار، إضافة إلى دول الجوار والمبعوث الأممي الجديد مارتن كوبلر، فضلا عن الأطراف المؤثرة والمتأثرة بالأزمة في ليبيا. وتقوم خطة كيري على إلغاء نتائج حوار الصخيرات، التي توصل إليها المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا برناردينو ليون، وإضافة بعض التعديلات على مقترح حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، مع الإطاحة بحكومة عبد الله الثني كاملة.
