دعت، أمس، القبائل الليبية الحكومة الليبية المقبلة التي يقودها فايز السراج، إلى إقرار عفو عام، وتطبيق القرار الذي أصدره برلمان طبرق، في شهر سبتمبر الماضي، بشأن العفو عن كل المخالفين للقانون منذ بداية الثورة في فيفري 2011. واعتبر المجلس الأعلى للقبائل الليبية، المكون من 240 عضو، يمثلون مختلف القبائل الليبية، أن إقرار عفو عام هو أبرز العناصر التي ستسمح بنجاح المصالحة الوطنية الحقيقية، وقال رئيس المجلس، العجيلي البريني، خلال ندوة سياسية نظمت في تونس، إن “القبائل الليبية تطالب بتفعيل هذا القانون وتطبيقه عمليا”. وينص قانون العفو العام الليبي، الذي أصدره برلمان طبرق، على العفو عن جميع الليبيين الذين ارتكبوا جرائم منذ 15 فيفري 2011 حتى سبتمبر 2015، على ألا يشمل هذا القانون جرائم الإرهاب والمخدرات والفساد والقتل والاختطاف والتعذيب. ويستهدف مطلب العفو العام أساسا جزءا كبيرا من أنصار القذافي الذين شاركوا في القتال في صفوف كتائبه ضد الثوار، والذين توجه إليهم تهم ارتكاب أعمال قتل واقتحام البيوت والاعتداء والاعتقالات التعسفية في المناطق التي شهدت الثورة ضد نظام القذافي. ودعا البريني طرفي الأزمة في ليبيا والمجموعات المسلحة إلى الإفراج عن جميع المعتقلين، وخاصة النساء المعتقلات اللواتي يعتبر احتجازهن غير قانوني وجريمة في حق الإنسانية، سواء في جهة بنغازي أو طرابلس، وأكد البريني أن القبائل الليبية تمثل، حسبه، 75 من الشعب الليبي، ويتوجب أن تكون هذه القبائل طرفا في أي حوار وطني لحل الأزمة في ليبيا. ويسعى المجلس الأعلى للقبائل الليبية، الذي التقى وفد منه، أمس في تونس، رئيس الحكومة المقترح، فايز السراج، ومسؤولين في البعثة الأممية إلى ليبيا، لأن يكون طرفا في أي مسعى لحل الأزمة في ليبيا وطرفا في المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، خاصة بعدما اقتصر الحوار الذي تديره الأممالمتحدة على الجسم التشريعي في البلاد المؤتمر الوطني في طرابلس ومجلس النواب في طبرق. وخلال الندوة، رفع عدد من الحاضرين صورا للعقيد الراحل معمر القذافي والعلم القديم للجماهيرية، وكان واضحا أن أغلب الحاضرين هم من المؤيدين السابقين لنظام القذافي، جزء منهم مهجّر في تونس ودول أخرى، وليس بإمكانهم العودة في الوقت الحالي إلى ليبيا. من جهة أخرى، قتل 19 شخصا في اشتباكات مسلحة تدور منذ الأربعاء الماضي، بين الجيش الليبي وتنظيم داعش في مدينة أجدابيا شرقي ليبيا، ويحاول التنظيم الإرهابي الاستيلاء على مدينة أجدابيا، بعدما نجح في السيطرة على سيرت ودرنة ومناطق أخرى، وأوضح المبعوث الأممي لدى ليبيا، مارتن كوبلر، أنه شديد القلق إزاء الاشتباكات الدائرة بمدينة أجدابيا، بعدما كان، الخميس الماضي، قد حذر، في الصخيرات المغربية، من سرعة تمدد تنظيم داعش في مناطق شرقي ليبيا.