عادت مؤخرا عبر العديد من بلديات ولاية سوق أهراس، هواجس عرض لحوم الحمير والحيوانات الجيفة في مختلف الأسواق أمام المستهلكين، دون أن يؤثر ذلك في الأسعار الحقيقية، خشية إدخال المزيد من الخوف في نفوس المستهلكين، خاصة بعد الضربتين الموجعتين لمصالح الدرك على مستغلي شهر رمضان للثراء الفاحش على حساب صحة المواطن. أصدر، مساء أول أمس، قاضي تحقيق الغرفة الأولى في محكمة سوق أهراس، أمرا بإيداع أحد مربي الأبقار وجزار الحبس المؤقت بعد التحقيق معهما في الملف المسلم من طرف فرقة الدرك الوطني لبلدية المشروحة، حول تورط عدة أطراف في الترويج للحوم الحمراء غير الصالحة للاستهلاك كان مصدرها بقرة نافقة. وبالعودة إلى بعض التفاصيل، تفطن عناصر من فرقة الدرك الوطني لبلدية المشروحة قبل حوالي شهر من حلول رمضان، إلى اختفاء البقرة النافقة من داخل الحفرة التي دفنت فيها بعيدا عن التجمعات السكانية، وذلك لتفادي انتقال عدوى الأمراض التي أصيبت بها رؤوس المواشي من بينها أبقار المربي الذي أنهى إجراءات الاستفادة من التعويض المالي عن البقرة من طرف المصالح المعنية. وبعدما تم ردم البقرة داخل الحفرة بحضور ممثلين عن الدرك ومفتشية البيطرة والمصالح الفلاحية، اتفق صاحب المربي مع أحد الجزارين في مدينة سوق أهراس لبيعه البقرة النافقة، حيث قام ليلا رفقة أحد معارفه من بلدية المشروحة بالنبش عنها واستخراجها من الحفرة، قبل ذبحها وسلخها داخل أحد المنازل، ومن ثم تم نقل كمية اللحوم للجزار المتفق معه في عاصمة الولاية لعرضها على المستهلكين، فيما أكدت مصادر أخرى تحويل جزء من لحم البقرة لتموين المطعم الجامعي فطومة السودة. ولدى مثول المتهمين في هذه القضية، اعترف المربي والجزار بما نسب إليهما، حيث تم إيداعهما الحبس المؤقت، فيما تم تأجيل سماع بقية الأطراف، لاسيما المتعاون مع المربي في ذبح البقرة وسلخها وكذا الطبيب البيطري الذي كان يتابع التطورات الصحية للبقرة قبل نفوقها إلى دفنها. وتعتبر فضيحة بيع لحوم الجيفة، الثانية من نوعها التي تحدث في الولاية في ظرف شهرين، حيث حجز حرس الحدود لولاية سوق أهراس منذ شهرين سيارة نفعية دخلت التراب الوطني عبر مسالك التهريب، تم العثور بداخلها على 12 قنطارا من الكبد المجمد تبين لاحقا أنه غير صالح للاستهلاك. وكانت الكمية المذكورة مستوردة من فرنسا إلى تونس، قبل أن تحول عن طريق التهريب إلى الحدود الشرقية. وقد أسفرت التحريات عن توقيف متهمين أودعا الحبس المؤقت، فيما قدرت قيمة المحجوزات من الكبد المجمد ب1,8 مليار سنتيم. وفي سياق محاربة الغش والتلاعب بالصحة العمومية، تسعى مصالح المعنية ببلديات مداوروش وسدراتة وتاورة للتأكد من صحة معلومات تروج لذبح رؤوس الحمير وتداول لحومها لدى تجار الشواء.