قررت وزارة التعليم العالي، أمس، تجميد نشاط جناحي نقابة المجلس الوطني لأستاذة التعليم العالي "كناس"، المتنازعين على زعامة التنظيم وطنيا، وبرز ذلك في صراع الجناحين على مستوى العديد من كليات الوطن، على غرار أحداث العنف التي شهدتها كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجماعة الجزائر 3، نهاية الأسبوع الماضي. وتضمنت تعليمة صادرة، أمس، عن رئيس ديوان وزارة التعليم العالي، تحت رقم 99/2017، موجهة إلى جميع مديري الجامعات عبر الوطن، تحوز "الخبر" على نسخة منها، أنه تبعا لمراسلة من وزارة العمل، تفيد بوجود مؤتمرين متوازيين لنفس المنظمة النقابية، الأول بتاريخ 8، 9 و10 ديسمبر 2016، وأفرز انتخاب منسق وطني، بينما الثاني انعقد بتاريخ 12 و13 جانفي، وانبثق عنه منسق وطني آخر، "ونظرا لعدم تقديم الجناحين لوزارة العمل كل العناصر التي تشير إلى احترام الإجراءات القانونية لعقد المؤتمرين... ونظرا أيضا لإعلان وزارة العمل عن وجود نزاع داخلي حول القيادة"، تقرر تجميد جميع أنشطة الجناحين "إلى حين تسوية هذا النزاع وانتخاب قيادة شرعية ووحيدة". وبالعودة إلى أحداث الخميس الماضي بكلية العلوم السياسية، عقد رئيس جامعة الجزائر 3، رابح شريط، أول أمس، مجلس عقلاء وجمعية عامة، وتعهد بتطبيق القانون على كل من تورط فيها، مهما كانت صفته، سواء كان مسؤولا أو أساتذة جامعيين. وذكر أستاذ حضر الاجتماع ل"الخبر"، فضّل عدم ذكر اسمه، أن رئاسة الجامعة تتجه نحو مساءلة وإقالة إطارات ومسؤولين عن الأمن بالحرم الجامعي، كرد على الوقائع، مشيرا إلى أن رئيس الجامعة اتصل بالأساتذة الذين تعرضوا للاعتداء وتعهد لهم بمواصلة التحقيق وتحديد المسؤوليات، مبديا استعدادا للتكفل بجميع مطالبهم وتحقيق انشغالاتهم. ودام الاجتماع من الساعة 10 صباحا إلى غاية الواحدة، يواصل محدثنا، ليليه انعقاد مجلس عقلاء لتهدئة الأوضاع ورأب الصدع، الذي استمر إلى غاية السابعة مساء، تعهد فيه رئيس الجامعة بالتكفل واستيعاب جميع مطالب الأساتذة التي رفعوها في السابق حول شؤون تتعلق بالجامعة. وأضاف المصدر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أوفدت لجنة تحقيق، منذ نحو أسبوعين، إلى جامعة الجزائر 3 لدراسة الوضع، على خلفية مراسلات وانشغالات رفعها أساتذة جامعيون ينتمون، أو كانوا ينتمون، إلى الجامعة ذاتها، ولم تنته بعد من مهمتها كما لم تتوصل لحد الآن إلى نتائج واضحة ودقيقة. وتعود خلفيات الأحداث إلى وجود نزاع حول من يتولى قيادة أو إنشاء فرع نقابي بجامعة الجزائر3، يضيف المتحدث، ويتعلق الأمر بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "كناس"، إذ صرح رئيس "الكناس"، "المنتخب" في مؤتمر سبتمبر المنصرم، عبد الحفيظ ميلاط، سابقا ل"الخبر"، بأن الحادثة تسبب فيها أستاذ لا علاقة له بالمجلس، وإنما مُجرد مُنتحل صفة، خاصة مع وجود فرع رسمي للكناس، متكون من 13 أستاذا يمثلون الكليات الأربع للجامعة، حيث أراد "منتحلو الصفة"، حسبما وصفهم محدثنا، أن ينشئوا مكتبا موازيا ل"الكناس" في الجامعة دون ترخيص. من جهته قال المكلف بالإعلام على مستوى المجلس "جناح رحماني وعزي"، الجمعي النوي، ل"الخبر" إن الأساتذة التابعين للتنظيم كانوا في جمعية انتخابية يفرزون الأصوات، ليتفاجأوا بدخول غرباء اعتدوا على الأساتذة الذين يمارسون عملهم النقابي، مفيدا بأن هذا الاعتداء جاء إثر ما أسماه التضييق المستمر على عمل النقابيين.