توجت التحريات التي أطلقتها الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لفوكة في تيبازة، في إطار مكافحة تجارة المؤثرات العقلية، بإنهاء مسلسل إجرامي قاده شخصان خطيران من مدينة بوإسماعيل، ضُبطا، بفضل خطة محكمة، متلبسين بحيازة كميات معتبرة من مادة الهيروين المخدرة. كشفت مصالح أمن ولاية تيبازة عن حيثيات العملية النوعية التي أشرفت عليها فرقة "بي.أم.بي.جي" لمدينة فوكة شرقي الولاية، والتي أفضت إلى الإطاحة بمروجين خطيرين للمخدرات الصلبة، أولهما يدعى "ب. خ"، 29 سنة، وشريكه المدعو "ت. م" البالغ من العمر 47 سنة. ووفقا للمعلومات المتوفرة، فإن عناصر من الشرطة تابعوا تحركات مشبوهة لعنصر مقيم بالحي الشرقي لمدينة بوإسماعيل الشرقية، كان محل شبهة باستهلاكه مخدرات من نوع خاص ونادر، وهو ما تأكد من خلال عمليات التحري الجواري التي قام به عناصر بالزي المدني، إلى أن تمكنت الفرقة من ضبط خطة العملية، ما قاد المحققين إلى محاصرة مكان تواجد المشتبه فيه الأول "ب.خ"، الذي كان يحوز حوالي 6 غرام من مادة المخدرات ذات الصنف الصلب، تبين بعدها أنها من فئة "الهيروين"، وهي النتيجة التي دفعت عناصر التحقيق إلى تكثيف الاستغلال والمساءلة للمعني، فبادر طواعية إلى الكشف عن هوية شخص أخطر منه والذي تبين بأنه ممون ومستهلك لهذه المادة. وبعد تحديد هوية صاحب تلك الممنوعات، حددت مصالح الشرطة مكان إقامته وانطلقت تحت إشراف وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة نحو الجزائر العاصمة، ومكثت في المحيط الجواري للمشتبه فيه الثاني إلى أن أفلحت في ساعة مبكرة من يوم الخميس الماضي، في مباغتة سالف الذكر "ت. م "، المدعو "كيطا"، وهو الذي كان يحمل علبة صغيرة تحمل نفس المادة، قدر وزنها لاحقا، ب3.6 غرام، حينذاك سارع ضباط المصلحة إلى شل حركته وحجز هواتفه الثلاثة، قبل أن يأمر وكيل الجمهورية العناصر ذاتها بتفتيش شقته، حيث ضبطت كبسولة أخرى معبأة بمادة الهيروين يقدر وزنها ب25.63غ، بالإضافة إلى 11 رزمة معبأة بالمخدرات الصلبة من نوع الهيروين معدة للبيع قدر وزنها ب12.29 غرام، لتنتهي المهمة بإلحاق ذلك الشخص بشريكه الأول الذي كان في الحجز تحت النظر. وقالت مصالح أمن ولاية تيبازة إن المشتبه فيه الثاني يعتبر من أخطر تجار المخدرات "الصلبة" ذات المنشأ اللاتيني، وكان مبحوثا عنه من طرف مصالح الأمن المختلفة بالجزائر العاصمة، كما كشفت أنه أقر بترويجه للهيروين "مقابل مليون سنتيم للغرام الواحد". وقبل إحالة المتهمين، تم إخضاع هواتف الموقوف للتحليل التكنولوجي من أجل تحديد هوية عناصر أخرى ضمن شبكة وطنية مختصة في هذا النوع من الجريمة. بالموازاة مع سير العملية، نجحت مصالح أمن دائرة فوكة في ضبط شبكة إجرامية أخرى يقودها شخصان ينحدران من بلديتي القليعة وفوكة، تورطا في جريمة تسميم شباب الأحياء الغربية والجنوبية للمدينة بمادة القنب الهندي والحبوب المهلوسة. وقال مصدر قضائي ل"الخبر" إن فرقة الشرطة التابعة لأمن الدائرة أوقفت مجرمين خطيرين كانا يحوزان كمية من العقاقير المهلوسة تقدر بحوالي 24 قرصا، فتم اقتيادهما وإخضاعهما للتحقيق، فأفضت جهود عناصر الشرطة إلى افتكاك معلومة هامة تتعلق بوجود كمية من الكيف المعالج مخبأة في منزل أحد الموقوفين، ليتم بعدها تفتيش منزل المشتبه فيه الثاني، فكانت النتيجة استخراج صفيحة من القنب الهندي يتجاوز وزنها 100 غ كانت مموهة وسط مبلغ مالي كبير من العملة الوطنية يقدر بحوالي 125 مليون سنتيم، وهو عبارة عن عائدات ترويج للممنوعات، كما تم حجز سكاكين قاطعة ومعدات لتجهيز مراود الكيف. ونظرت محكمة القليعة في الملف القضائي الجنائي للعصابتين، بالموازاة مع توجيه تعليمات نيابية لمتابعة أشخاص آخرين ذوي صلة بالموقوفين، خصوصا مع اقتراب مصالح الأمن من تحديد هوية المطلوبين في القضايا الجارية.