رسمت منظمة مراسلون بلا حدود وضعية قاتمة عن حرية الصحافة في الجزائر في تقريرها السنوي ل2017 اليوم الأربعاء، بعدما جاءت في المرتبة 135 من أصل 180 دولة. وتراجعت الجزائر بخمسة مراكز عن تصنيف العام الماضي، كما جاءت في المؤشر الأحمر وقبل الاخير والذي يرمز أن وضع حرية الصحافة صعب في البلد.
وحسب المنظمة فإن وضعية حرية الصحافة تراجعت في الجزائر، حيث لا يمكنها تناول العديد من المواضيع التي اعتبرتها من الطابوهات، كما تطرق التقرير لاعتقال 4 مدونين في عام 2016 ووفاة الصحفي محمد تامالت في السجن.
وعلى الصعيد العالمي حذرت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها الدولي للعام 2017 من ان "حرية الصحافة لم تكن قط مهددة على النحو الذي هي عليه اليوم".
ولفتت المنظمة في تصنيفها الى ان وضع الصحافة "خطير للغاية" في 72 دولة (من أصل 180 شملها احصاء المنظمة) من بينها الصينوروسيا والهند وكل دول الشرق الاوسط تقريبا وآسيا الوسطى واميركا الوسطى وثلثي دول افريقيا. ويطغى على خريطة العالم التي اعدتها المنظمة اللون الاحمر (وضع صعب) والاسود (خطير للغاية).
هناك خمسون دولة فقط تتمتع فيها الصحافة بالحرية وهي اميركا الشمالية إضافة إلى دول في اوروبا واستراليا وجنوب افريقيا، بحسب التقرير.
وأعربت المنظمة عن القلق من حصول “تحول كبير” في وصع حرية الصحافة “خاصة في الديموقراطيات العتيدة”.
وتابعت ان “هاجس المراقبة وعدم احترام سرية المصادر أمر يساهم في تراجع العديد من البلدان التي كانت حتى عهد قريب تُعتبر نموذجاً للحكم الرشيد، ومن أبرزها الولاياتالمتحدة (المرتبة 43، تراجع مرتبتين) وبريطانيا (40، -2 ) وتشيلي (33، -2) ونيوزيلندا (13 المرتبة ، -8).
واضافت المنظمة ان “وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولاياتالمتحدة ثم حملة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي شكلا أرضية خصبة لدعاة +تقريع وسائل الإعلام+ والمحرضين على الخطاب العنيف المعادي للصحافيين”، مشيرة الى “عصر جديد تطغى عليه مظاهر التضليل والأخبار الزائفة… ونموذج الرجل القوي والاستبدادي”.
وسجلت بولندا التي تعتمد “الخنق المالي للاجهاز على الصحافة” تراجعا الى المرتبة ال54 والمجر الى المرتبة ال71 وتنزانيا الى 83.
وتابعت ان تركيا تراجعت أربع مراتب إلى 155 بعدما “دفع فشل المحاولة الانقلابية ضد الرئيس رجب طيب اردوغان بالبلاد نحو هاوية نظام استبدادي، علماً أنها أصبحت بمثابة أكبر سجن للإعلاميين على الصعيد العالمي”.
وأما روسيا برئاسة فلاديمير بوتين فحلت في المرتبة 148، ما يعني أنها لا تزال “تراوح مكانها في اسفل الترتيب”.
– مناخ يسوده العنف –
في آسيا، سجلت الفيليبين (127) تحسنا ب11 مرتبة بفضل تراجع عدد الصحافيين الذين قتلوا في العام 2016. ولكن “الوضع الحالي يُنذر بالأسوأ في ظل الشتائم والتهديدات التي يوجهها الرئيس رودريغو دوترتي إلى الصحافة بشكل مباشر وعلني”.
وقال الامين العام للمنظمة كريستوف دولوار ان “هذا التحول الذي تشهده الديموقراطيات يقض مضجع كل من يعتقد بان قيام حرية الصحافة على اساس متين هو السبيل الوحيد لضمان سائر الحريات الاخرى”.
وسجلت ست دول من اصل عشر تدهورا شديدا في وضع الصحافة.
على غرار العام الماضي، حلت الدول الاسكندينافية (النروج والسويد وفنلندا والدنمارك) في المرتبة الاولى بينما حلت في الاخر اريتريا وكوريا الشمالية “حيث يواجه أهالي البلاد خطر الاعتقال في أحد المعسكرات لمجرد الاستماع إلى محطة إذاعية أجنبية”.