تعيش الطبقة العمالية، في الأيام الأخيرة، على وقع الاحتجاجات والتهديد بالدخول في إضرابات مفتوحة، وذلك نظرا لما أسموه تماطل السلطات المعنية في الاستجابة لمطالبهم التي وصفوها ب "المشروعة"، وتتطلب حلولا "جادة وعاجلة"، على غرار حالة الغضب المسجلة بين عمال الشركة الوطنية للكهرباء والغاز، والبريد، والمنطقة الصناعية بالرويبة، والتعليم العالي والتربية الوطنية، وغيرهم. التكتل المستقل يستنكر "التعسف"على مندوبيه بسبب مسيرة الأول ماي حذّر التكتل المستقل، عمال مختلف القطاعات، ممّا ينتظرهم من "تضييق و تجاوزات وخنق للحريات" في قانون العمل الجديد، واتهم الهيئات والإدارات العمومية بخرق القانون، وشن "حرب" على المندوبين النقابيين في مختلف الولايات، على خلفية مسيرة 1 ماي، ما يفسر قرار تنظيم ممثلي هذه التنظيمات وقفة احتجاجية بعد غد الثلاثاء، أمام مقر مديرية البريد احتجاجا على فصل الأمين العام لنقابة عمال القطاع. قرر ممثلو نقابات التكتل المستقل الاعتصام أمام مقر مديرية البريد في بجاية، احتجاجا على قرار توقيف الأمين العام لنقابة عمال البريد "سناب"، يونسي عمار، عقب مشاركته في مسيرة التكتل التي نظمها يوم 1 ماي المنصرم في هذه الولاية: "الذي تعرّض لمضايقات، وهو اليوم محل متابعة قضائية من قبل مدير البريد في ولاية بجاية..". وهو ما تضمنه بيان موقّع من قبل ممثلي نقابات التكتل في الولاية ذاتها، الذين عقدوا لقاء مستعجلا، الخميس المنصرم، في مقر نقابة "الكناباست" ببجاية، استنكروا خلاله "الضغوط" الممارسة على عمال البريد، خاصة النقابيين، بدليل "القمع" الذي تعرض له الأمين العام للنقابة، الذي فصل من منصبه بسبب مشاركته في مسيرة 1 ماي. وحذّر عاشور إيدار، في هذا السياق، العمال من مختلف الأسلاك وفي جميع القطاعات، من الخطر الكبير الذي سينتج عن تطبيق القانون، وقال إن ملامح هذا النص بدأت تتجسد فعليا على أرض الميدان. واستشهد محدثنا ب "التضييق" الذي يتعرض له كل من أمين عام نقابة عمال سونلغاز، وممثل نقابة "سناباست" في البيض، وكذا "التجاوز" الخطير في حق نقابيي جريدة "ليبيرتي"، بعد توقيف جميع أعضاء المكتب الوطني بسبب الإضراب الأخير.
احتجاجات عمال "سونلغاز" متواصلة
من جهتهم، قرر عمال وموظفو مجمع "سونلغاز"، بعد الإضراب الذي نظموه الأسبوع المنصرم، مواصلة الاحتجاج، وقد أصدروا بيانا ذكروا فيه الإجراءات التي وصفوها ب "التعسفية" التي طالت العمال، وهي توقيف أكثر من 67 قياديا من النقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز عن العمل، وتم استدعاء أكثر من 430 عامل على الأقسام الاجتماعية من ساعة لساعة وأقسام مختلفة، وتم سماع 6 عمال بولاية برج بوعريريج من طرف الشرطة، بعد تقديم شكوى ضدهم من طرف مديريهم لوكيل الجمهورية الذي فتح تحقيقا وأمر بسماع العمال. وعليه، قرر المجلس الوطني الدخول في إضراب وطني لخمسة أيام ابتداء من 21 إلى 25 من شهر ماي الجاري. وبالموازاة مع ذلك، صعّد نهار أمس عمال شركة توزيع الكهرباء والغاز للشرق بولاية ميلة حركتهم الاحتجاجية، فقد أقدموا على غلق مقر المديرية وتجمعوا في حشد كبير أمام مقر المديرية مضربين عن العمل ومرددين هتافات مضمونها "لا للحڤرة"، "لا للقرارات التعسفية" و"لا للتضييق على النشاط النقابي". ولمعرفة خلفية القرارات المتخذة في حق النقابيين الثلاثة، اتصلنا بمدير الشركة بمكتبه، غير أنه تهرب رافضا استقبالنا واكتفى بتوجيهنا إلى المكلف بالإعلام على مستوى الشركة.
التقاعد والمشاكل المهنية يعيدان الاحتجاجات للمنطقة الصناعية للروبية
يلتقي، اليوم، 86 فرعا نقابيا للمنطقة الصناعية للرويبة في اجتماع طارئ لبحث المشاكل التي يعانيها عمال المنطقة، والتمسك بالحق في التقاعد دون شرط السن، على أن يخرج المجتمعون بقرار موحد حول طرق وتواريخ الرد على هذه الانشغالات. فحسب تصريحات الأمين العام للفرع المحلي للمنطقة الصناعية للرويبة مقداد مسعودي، ل "الخبر"، فإن العمال غلّبوا المصلحة العليا للبلاد، رغم حالة "الغليان" المسجلة منذ مدة. وبعد مرور الانتخابات التشريعية، وبالنظر إلى تزايد الضغط عليهم، فضلوا الاستجابة لمطلب الفروع النقابية لمؤسسات المنطقة. وعن الأسباب التي كانت وراء هذه الخطوة، قال مسعودي إن معظم المؤسسات في المنطقة الصناعية يواجه عمالها صعوبات مهنية، زيادة على التضييق على العمل النقابي، والأجور المتأخرة لعدد من المؤسسات. فيما يمثل التقاعد أكبر طلب للعمال، إذ يطالبون بحذف شرط السن والإبقاء على 32 سنة خدمة، مع الإبقاء على المهن الشاقة للاستفادة من التقاعد المسبق.
المستفيدون من مشاريع "مطاحن أونساج" يعتصمون أمام وزارة الصناعة
نظم المستفيدون من مشاريع "مطاحن أونساج" للقمح اللين، أمس، وقفة احتجاجية أمام وزارة الصناعة بمشاركة ممثلي 48 ولاية للفيدرالية الوطنية للمقاولين الشباب، للتنديد بعدم منحهم تراخيص لإطلاق مشاريعهم، ما تسبب في تكبدهم خسائر كبرى. من جهته، أكد رئيس الفيدرالية خير الدين هامل ل "الخبر"، أن هذه الفئة تعرضت لظلم كبير، والوزارة عليها أن تقدم مبررات لهذا التأخر، على الرغم من استيفائهم لكل الشروط القانونية، مضيفا أن وزارة الصناعة تسببت في إفلاس المعنيين، لأن مدة استئجار المحلات دون العمل، تسبب في ضياع أموال معتبرة، زيادة على التلف الذي لحق بتجهيزاتهم.
صراعات داخلية وخارجية في قطاع التعليم العالي
يعيش قطاع التعليم العالي والبحث العلمي على فوهة بركان، ففي الوقت الذي تبرأت النقابة التابعة لاتحاد العمال الجزائريين من أي احتجاج ينظمه الأساتذة، فإن نقابة كناس، جناح عبد الحفيظ ميلاط، احتجت أمس أمام وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي.
الرخص الاستثنائية تفجر غضب نظّار الثانويات
قرر نظّار الثانويات تنظيم وقفات احتجاجية أمام مديريات التربية الولائية، يوم غد الثلاثاء على الساعة العاشرة صباحا، وذلك احتجاجا على ما أسموه "الدوس على ما تبقّى من كرامتهم"، بسبب استصدار وزارة التربية الوطنية رخصا تمنح فيها الحق في اجتياز المسابقة المهنية للترقية لمنصب مدير في الأطوار الدراسية الثلاثة، للأساتذة الرئيسيين، خلافا للقانون الرئيسي للقطاع.
تجمع عمال الغابات ل20 ولاية بباتنة
من جانبهم، تجمع، أمس، العشرات من عمال قطاع الغابات قدموا من عشرين ولاية للجهة الشرقية والجنوبية الشرقية للوطن، أمام مقر الحظيرة الوطنية لبلزمة بباتنة، والمنخرطون تحت لواء الاتحادية الوطنية لعمال الغابات والطبيعة والتنمية الريفية. وطالب المشاركون في الوقفة بضرورة مراجعة قانون 12/84 وإعادة النظر في قضية إعادة تسليح أعوان الغابات، بعد أن جردوا منها خلال فترة التسعينات، التي عرفت بالعشرية السوداء، ما يصعب من تأدية مهامهم أمام صيادين يحملون أسلحة بأيديهم ولا يمكن تطبيق القانون عليهم. كما تضمنت لائحة المطالب مراجعة القانون الأساسي لمستخدمي القطاع ورفع التجميد عن المناصب، المقدر عددها ب 1200 منصب التي تبقى الأمور بشأنها غير واضحة.