تقوم عدة دوائر وزارية بإعداد نصوص تشريعية وتنظيمية تحضيرا للإطار القانوني الذي يقر مبدأ "تغريم الملوث" لدى المتعاملين الاقتصاديين حسبما أفاد به المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات كريم ومان لوكالة الأنباء الجزائرية. وأوضح ومان أنه "من الضروري تخصيص اعتمادات مالية لتنظيم والاستفادة من تثمين النفايات. وعليه فإنه يجب إقرار مبدأ تغريم الملوث والذي سيتم تكريسه من خلال نصوص متعددة القطاعات توجد حاليا طور المصادقة".
ونجد من بين المعدين الرئيسيين لهذه النصوص وزارات البيئة والتجارة والصناعة والداخلية والجماعات المحلية حسب المدير الذي أكد أنه تم إشراك المتعاملين الاقتصاديين باعتبارهم المعنيين الأوائل بها.
ويهدف مبدأ "تغريم الملوث" الذي يطبق حاليا في عدد كبير من البلدان إلى أن يأخذ المتعاملون الاقتصاديون لاسيما الصناعيون بعين الاعتبار الآثار السلبية لنشاطاتهم وبالتالي التكفل بالنفقات المترتبة عن كل عمليات الوقاية ومكافحة التلوث.
وفي هذا الخصوص أكد ومان أنه يتوجب على كل المتعاملين المساهمة في تسيير النفايات وبالأخص في شقه المالي.
كما يسمح مبدأ "تغريم الملوث" ببروز متعاملين متخصصين في الاسترجاع على مستوى كل الشعب الصناعية وبالتالي تطوير قطاع الرسكلة الصناعية يضيف نفس المسؤول.
فرض رسم على إزالة النفايات المنزلية
وزيادة على المتعاملين الاقتصاديين فإن يتعين أيضا إشراك العائلات في التسيير المدمج للنفايات من خلال مساهمة مالية سنوية في تكاليف معالجة النفايات المنزلية التي يخلفونها حسب ومان.
وتشير الإحصائيات إلى أن حجم النفايات لعام 2016 بلغ 23 مليون طن على المستوى الوطني من بينها 11,5 مليون طن من النفايات المنزلية أي ما يعادل النصف.
ويتم جمع هذه المساهمة المالية السنوية من خلال فرض "الرسم على إزالة النفايات المنزلية".
وذكر المدير بأنه سبق إقرار هذا الرسم بموجب قانون المالية 2002 غير أن نظام تحصيلها لم يكن فعالا عمليا حيث أنه من إجمالي 30 بلدية اختيرت كعينة تم جمع 10% فقط علما أنه مسؤولية التحصيل بالنسبة لهذا الرسم تقع على عاتق الجماعات المحلية.
ولمواجهة هذا المشكل اقترحت الوكالة الوطنية لتسيير النفايات مقاربة جديدة لتحصيل هذا الرسم من خلال إعادة تعريف وعائها وآليات جمعها.
وعلى صعيد آخر تقوم الوكالة بالتباحث مع الجماعات المحلية حول فرز النفايات المنزلية قصد وضع صناديق جديدة مخصصة للعبوات والأغلفة وأخرى للنفايات العضوية تضاف للصناديق الحالية (الخضراء والمعدنية).
وفي إطار ترقية الاستثمار في الاسترجاع ركزت الوكالة قسطا هاما من جهودها في التحسيس والاتصال.
وأكد المدير في هذا السياق على أهمية المعلومة بالنسبة للمتعاملين لإطلاق مشاريع في هذا المجال مشيرا أن ذلك يمثل المهمة الرئيسية للبنك الوطني للنفايات الذي أقرته الوكالة.
وتقوم الوكالة باستغلال المعلومات التي تجمعها حول النفايات على الصعيد الوطني في شكل مؤشرات توضع لفائدة المتعاملين الذين يحتاجون إليها لتقييم جدوى الاستثمار في الاسترجاع.
كما قامت الوكالة بإنشاء بورصة للنفايات الصناعية وهي أرضية معلوماتية تابعة للموقع الالكتروني للوكالة تسعى للربط بين مولدي النفايات والمسترجعين.