اشتد الخلاف بين وزير الشباب والرياضة ورئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بعد الخسارة المزدوجة ل"الخضر" أمام زامبيا وانتهاء حلم المونديال، واشتد الخلاف بين الهادي ولد علي وخير الدين زطشي حول مستقبل المدرّب الإسباني لوكاس ألكاراز. كشف مصدر عليم أن الوزير ولد علي طلب من رئيس الإتحادية الإستغناء عن خدمات المدرّب الإسباني ل"الخضر"، غير أن خير الدين زطشي اعترض عن ذلك وفضّل منح فرصة جديدة لألكاراز، على الرغم من الغليان الجماهيري والإنتقادات التي لاحقت ألكاراز بعد اكتشاف محدوديته وفشله على رأس المنتخبين المحلي والأول، حيث تملّك الوزير غضبا شديدا لتهرّب زطشي من الإلتقاء به، كون ولد علي، يضيف مصدرنا، سارع عقب الخسارة التي مُني بها المنتخب بقسنطينة أمام نظيره الزامبي، إلى الإتصال برئيس الإتحادية، طالبا منه ضرورة الإلتقاء في أقرب وقت، غير أن اللقاء تأخر بعدة أيام لتحجج زطشي في كل مرة بأعذار لتبرير عدم حضوره. وحين اقتنع رئيس الإتحادية بأن ولد علي جادّ في طلبه وبأنه مصرّ على وضع النقاط على الحروف في اجتماع رسمي، اضطر للرضوخ والإلتقاء بالوزير بمنى أول ماي، وهو لقاء شهد نبرة حادة في طريقة كلام ولد علي مع زطشي، خاصة حين عاتبه على التسرّع، حسب الوزير، في الإعلان عن مساندته للمدرّب ألكاراز ساعات فقط عقب خيبة الأمل بملعب الشهيد حملاوي وترسيم الإقصاء من المونديال، معتبرا بأن موقف زطشي غريب ولا يستند إلى أي منطق، ليضيف على مسامعه بأنه أخطأ حين أعلن مساندته لألكاراز دون أن يستشير الوزارة في الأمر. وأمام ضغط الوزير وانتقاداته الشديدة، لم يجد رئيس "الفاف" ما يدافع به عن نفسه، وتحمّل خير الدين زطشي وابلا من الملاحظات على مضض وكأنه تلميذ بصدد الإستماع إلى تعليمات وتوجيهات وعتاب أستاذه، وهو موقف يعكس قناعة رئيس "الفاف" الحالي بفضل الوزير ولد علي عليه، الذي سانده وداس على كل القوانين وضرب عرض الحائط أدنى شروط الديمقراطية في العملية الإنتخابية ل"الفاف" يوم 20 مارس الماضي، حين نصّبه "عنوة" في مكان محمّد روراوة، بدليل أن زطشي فقد أعاصبه ولم يتحمّل الكمّ الهائل من الإنتقادات وانفجر في وجه الوزير قائلا "لو تريدني أن أستقيل فسأفعل .. سأرحل لو شئت ذلك"، ما صدم ولد علي الذي ردّ عليه بغضب شديد بقوله أن الحديث يبنهما يدور حول مستقبل ألكاراز وليس حول مستقبل رئيس الإتحادية. واجتهد وزير الشباب والرياضة في تقديم الأسباب التي يراها مقنعة حول ضرورة الإستغناء عن ألكاراز، مؤكدا على مسامع زطشي بأن المدرّب الإسباني خسر كل الرهانات، بعد إقصاء المنتخب المحلي من "شان 2018" والمنتخب الأول من مونديال 2018"، وبقائه خلال مباراتي الكامرون ونيجيريا وبعدها إلى غاية مارس المقبل لا جدوى منه وسيكلّف خزينة الإتحادية ثمانية رواتب شهرية للمدرّب الإسباني بقيمة 500 ألف أورو تقريبا دون أن يستفيد منه المنتخب، مضيفا بأن الخيار الصائب يتمثل في إيجاد حل يقضي بطلاق بالتراضي بين الإتحادية والمدرّب الإسباني، وتعيين مدرّب محلي على رأس "الخضر" لفترة انتقالية، إلى حين الإستقرار على مدرّب أجنبي جديد للمنتخب، يتم اختياره بتأنّ بعد انتهاء تصفيات المونديال. ولم يحدد زطشي موقف من طلب الوزير ولد علي، على الرغم من فشل المدرّب الإسباني في تحقيق أدنى الأهداف والإنتقادات التي طالته بسبب محدودية مستواه وعدم تحكمه في المجموعة، وفشله أيضا في جعل المنتخب يقدّم أداء راقيا، غير أن ضغط الوزير عليه، مشاكله مع اللاعبين وتخوفه أيضا من تلقي "الخضر" لإهانة أمام الكامرون ونيجيريا، دفع برئيس الإتحادية إلى التفكير جديا في التخلي عن ألكاراز وإيجاد طريقة في فسخ العقد دون تعويضات مالية كبيرة.