الرفاهية في مقر التوقيف ، كانت أبرز تعليقات مندوبة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، التي وصلت إلى مكان ايقاف المتّهمين بقضايا الفساد، وغسيل الأموال وإساءة استخدام السلطة، من أمراء ومسؤولين، والموقوفين منذ مطلع نوفمبر الجاري، في فندق “ريتز كارلتون” في العاصمة الرياض. ووصفت مراسلة “BBC” ليس دوسيت، في أول مقطع فيديو رسمي من داخل محتجز المتّهمين بالفساد، الفندق بأنّه “واحد من أكثر المنتجعات الفاخرة في العالم، وهو أبرزها على الإطلاق في المملكة”، لافتة إلى أنَّ “ريتز كارلتون، صار محط أنظار العالم أجمع، بعدما بات مقر احتجاز حوالي 200 مسؤول، بينهم 11 أميرًا، متهمين بالضلوع بفساد مالي في المملكة، على مدار سنوات عديدة”.
وفي إشارة إلى مدى شفافية الإجراءات التي اتبعتها السلطات السعودية لمكافحة الفاسدين، أيًا كانت سلطتهم أو قوتهم أو صلتهم بالسلطة، بيّنت الإعلامية البريطانية الشهيرة أنَّ “اثنين من الموقوفين في القضايا آنفة الذكر، هم من أبناء عمومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فلا أحد هنا يعلو على القانون”.
وأبرزت دويست أنَّ “BBC، هي أول جهة إعلامية يُسمح لها بالدخول إلى مقر احتجاز الأمراء والمسؤولين المحتجزين بتهم الفساد المالي”، لافتة إلى أنَّ “ريتز كارلتون لا يمكن وصفه بالسجن، لاسيّما أنه يتمتع بأفضل وسائل الترفيه والرفاهية في العالم، مثل المطاعم الفاخرة وحمامات السباحة والنادي الصحي وغيرها، إلا أنَّ المحتجزين فيه خصصت لهم خدمات تكفي احتياجهم، خلال فترة التحقيق الودي مرحليًا معهم”، على حدِّ وصفها.
وأوضحت الإعلامية البريطانية، نقلاً عن مصادرها، أنَّ “الغضب انتاب بعض الموقوفين، عند وصولهم إلى ريتز كارلتون، إلا أنّهم بعد ذلك، استطاعوا استيعاب أمر احتجازهم بهدوء”.
وكشفت مصادر دويست، داخل ريتز كارلتون، أنَّ “95% تقريبًا من المحتجزين على استعداد للتنازل عن الأموال التي جنوها بغير حق، في سبيل الإفراج عنهم”.
وبالعودة إلى ردهة الفندق، عقب لقائها أحد المحتجزين على ذمّة قضايا الفساد المالي، والذي أكّد أنّه يعكف مع محاميه على دراسة المستندات ضده، وإنهاء المسؤولية القانونية بالتصالح، بيّنت الإعلامية البريطانية أنَّ “المحتجزين يتمتّعون بحقوق لم يعهدها أحد في التاريخ، إذ أنَّهم، وعلى الرغم من مصادرة هواتفهم النقالة، إلا أنَّهم منحوا خطًا ساخنًا للاتصال بممثليهم القانونيين والمحامين، وإدارة شؤون ممتلكاتهم”.
وأشادت مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية، بالخطوات التي اتّخذها ولي العهد رئيس هيئة مكافحة الفساد الجديدة، الأمير محمد بن سلمان، مؤكّدة أنَّ “المليارات التي استحوذ عليها المتّهمون بالفساد، ظلّت تؤرق العالم الغربي، الذي لم يفهم أسباب هذه الحملة، إلا أنَّ الشفافية اليوم، وطريقة التعامل مع المحتجزين، تجعلنا نرى الحقيقة بأعين مختلفة”.