الحرية مقابل المال والولاء لبن سلمان؟ أنباء عن تسوية خاصة بين النظام السعودي والأثرياء المعتقلين زعمت صحيفة فايننشال تايمز يوم الخميس أن السلطات السعودية تحاول عقد صفقات تسوية مع الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين بذريعة الفساد وتعرض عليهم في هذا الإطار أن يدفعوا مقابل حرّيتهم بحسب مصادر مطّلعة على تفاصيل تلك المفاوضات. ونقلت الصحيفة عن مصدرين أيضًا أن الحكومة السعودية في بعض الحالات تسعى للحصول على ما يقارب 70 بالمائة من ثروة المحتجزين في محاولة لنقل مئات المليارات من الدولارات إلى خزينة الدولة المستنزفة. وترى الصحيفة أن تلك الترتيبات التي أفضت بالفعل إلى تحويل بعض الأصول والأموال إلى خزينة الدولة تقدّم مؤشّرًا على حقيقة ما يكمن خلف استراتيجية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تطهير الفساد ضمن الحملة التي أفضت إلى اعتقال مئات الأمراء والوزراء والأقطاب الثريّة في البلاد بمن فيهم مؤسس شبكة إم بي سي وليد الإبراهيم ورئيس مجموعة بن لادن للعقارات بكر بن لادن والأمير وليد بن طلال وغيرهم ممن يقبع معظمهم الآن في فندق ريتز كارلتون في الرياض الذي بات أشبه بمعتقل من فئة خمس نجوم . ويقول أحد المستشارين على حدّ تعريف الصحيفة: إنهم يعقدون تسويات مع معظم أولئك الموجودين في الريتز.. سلِّموا النقود وستذهبون إلى بيوتكم . ورغم أن النائب العام في السعودية صرّح بأن الحكومة تحقق في مزاعم فساد يقارب 100 مليار دولار على الأقل فإن الأخيرة قد ترفع قيمة الأموال المستهدفة إلى 300 مليار دولار. وقال مصدر آخر للصحيفة إنّ الحكومة قد توسّع حملة اعتقالاتها مع استمرار التحقيق في الكسب غير المشروع في الوقت الذي يتزايد فيه فزع المستثمرين الأجانب من حجم الحملة التي يبدي بعضهم قلقه من أن تكون حملة تطهير انتقائية على حدّ وصف الصحيفة. وطبقًا لمعلومات الصحيفة أيضًا فإن أحد رجال الأعمال من أصحاب المليارات المحتجزين في ريتز كارلتون سيسلّم أكثر من 70 بالمائة من ثروته كعقوبة على عقود من تورّطه في صفقات تجاريّة فاسدة كما تزعم الحكومة. ويقول أحد مستشاري رجل الأعمال المذكور للصحيفة إنه يميل إلى الدفع لكن تفاصيل آليات إعادة الأصول والأموال لم يتمّ التوصّل إليها بعد. وزيادة على ذلك فإن التسويات مع الأمراء ورجال الأعمال المحتجزين من المحتمل أن تشمل أيضًا تعهّدات بالولاء لبن سلمان رغم أنّه لم يصل إلى الحكم رسميًّا بعد في المملكة.