وصف رئيس حزب جبهة المستقبل, عبد العزيز بلعيد, اليوم السبت النتائج التي حققها حزبه خلال الانتخابات المحلية ب'الايجابية جدا". وقال بلعيد خلال ندوة صحفية نشطها بمقر حزبه بالقبة (الجزائر العاصمة), أن "هذه النتائج إيجابية جدا وتؤكد مرة أخرى أننا ثالث قوة سياسية في البلاد حيث سنترأس بلديات كبرى مثل الرويبة والدار البيضاء وبراقي وبابا حسن وجانت والمدينة السياحية لزرالدة ومدينة بومرداس".
وقدمت جبهة المستقبل 803 قائمة بلدية من مجموع 1.541 مجلسا شعبيا بلديا على المستوى الوطني بالإضافة إلى 39 قائمة ولائية من 48 ولاية عبر ربوع الوطن.
وأوضح رئيس جبهة المستقبل أن "تدخل أعوان الإدارة كان واضحا ومنعنا من الفوز بالعديد من المجالس البلدية وكذا الحصول على الأغلبية المطلقة في أخرى".
كما أضاف ذات المتحدث أن "هذه الارقام مرشحة للارتفاع بعد دراسة الطعون من طرف السلطات المؤهلة".
واستغل بلعيد المناسبة لتجديد طلبه "بانتخاب أعضاء الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات من أجل الحصول على المصداقية للاشراف على الانتخابات من البداية حتى اعلان النتائج".
واعتبر بلعيد أن حزبه هو القوة السياسية الحقيقية الأولى في البلاد مؤكدا أن جبهة المستقبل هي معارضة بناءة لم تشتر الأصوات ولم تلجأ إلى المساومة والتخويف. وأشار نفس المتحدث إلى أن حزبه سيواصل النضال من أجل قاعدة سياسية نظيفة قصد الوصول إلى السلطة لكن ليس بأي وسيلة كانت" مشددا أنه "يرفض أن يتم استعمال حزبه وأنه متفتح على كل الاقتراحات والمبادرات الجادة من قبل السلطة والمعارضة".
ويذكر أن حزب جبهة المستقبل قد ترأس النتائج في 71 بلدية وتحصل على 131 مقعدا على مستوى المجالس الولائية محتلا بذلك المرتبة الثالثة بعد حزب جبهة التحرير الوطني (603 مجلس بلدي و711 مجلس ولائي) والتجمع الوطني الديمقراطي (فاز ب451 بلدية و 527 مقعد بالمجالس الولائية), حسب النتائج الاولية.
وكشف بلعيد أن "الإدارة لم تكن قط حيادية بل ان تدخلها كان أكثر من كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة" مضيفا أن "ممثلي حزبه قد مُنعوا من حضور عمليات الفرز وايداع المحاضر" وان هذا الفوز الذي حققناها لن ينسينا أن النتائج لا تعكس الواقع ولا وزننا الحقيقي على الساحة السياسية".
وعلى الرغم من مرور 5 سنوات فقط من نشأته تمكن هذا الحزب من تجاوز العديد من التشكيلات السياسية التي أنشئت منذ عشرات السنين.
كما صرح بلعيد قائلا "تتحدث وسائل الإعلام اليوم عن مفاجأة لكن بالنسبة لنا ليس الامر كذلك حيث كانت هذه النتائج منتظرة نظرا للعمل القاعدي الذي أنجزناه وكذا ردة فعل الشعب الذي تبنى أينما حللنا خطابنا السياسي الجدي والواقعي" مؤكدا أن الحزب الذي يرأسه يحمل "مشروعا مستقبليا".
ولدى رده على سؤال متعلق بنسبة المشاركة والامتناع عن التصويت وكذا عدد الأوراق الملغاة أرجع السيد بلعيد الأمر إلى "نقص الثقة".
"الشعب فقد الثقة مما يفسر الأوراق الملغاة والامتناع في هذه الانتخابات" يضيف رئيس جبهة المستقبل الذي أشار إلى "نقص حملات ومقاطع التوعية مما أثر سلبا على نسبة المشاركة كما أن ضعف الخطاب السياسي ساهم بشكل كبير في دفع الكثير من المواطنين للامتناع عن الاقتراع". وأكد بلعيد في الختام أن "قرارات مهمة ومبادرات جديدة سيتم الإعلان عنها خلال المؤتمر القادم المرتقب في 5 أو 6 أشهر على أقصى تقدير" حيث ستناقش تركيبة الحزب المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2019".
"نعتزم تبني قرارات كي يمر ممثلونا عبر انتخابات أولية ونحن أول حزب في الجزائر يقوم بذلك" يقول بلعيد متوجها بشكره للشعب على ثقته وبتهانيه لمترشحي حزبه الذين انتخبوا على مستوى المجالس البلدية والولائية.