قدّم المخرج عمار زغاد، بقاعة ”الموڤار”، العرض الأول لتجربته السينمائية الموسومة ب ”م”، بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وهو أول تجربة سينمائية طويلة يقوم بها، من إنتاج شركة ”قسطنطين للإنتاج السمعي البصري”، سيناريو شوقي زيد، ومشاركة مجموعة من الممثلين الشباب من ولاية قسنطينة. تدور أحداث الفيلم حول حكاية مخرج ومجموعة من الشباب يدخلون إلى إحدى المغارات المهجورة بغرض تصوير فيلم، غير أنهم يتعرضون إلى عدة مشاكل مع الأشباح التي تسكن المكان، وتتحول مغامرة الفريق إلى كابوس وقصص غريبة، وتعترض حياة هذا الفريق جثث الموتى وحكاية حقيقية وقعت خلال حرب التحرير، حول حكاية هروب امرأة جزائرية ابنها داخل الكهف. كتجربة سينمائية أولى، يجتمع حول عدد من الممثلين الهواة سامي العمراني وهاجر سراوي ونسيبة عطاب وريا ديب وأسامة مهني، والممثل محمد دلوم، واعتمد المخرج على تقنيات الإضاءة ”الظلمة والنور” وقدّم صورة سينمائية متواضعة ولكنها تستحق التشجيع، حيث تفطّن المخرج إلى صعوبة الاعتماد على المؤثرات، لهذا اختار أن يصنع الخوف بتجسيد جثث الموتى، ولم يعتمد كثيرا على المؤثرات البصرية التي تتطلب مهارات عالية جدا، سواء من ناحية الوسائل حيث يتطلّب إنجاز فيلم من هذا النوع ميزانية ضخمة جدا، وركّز على الموسيقى التصورية رغم أنها لم تكن أصلية، إلا أنها حجزت جانبا هاما من الإثارة وكانت المحرك الأساسي للمشاهد. تميّز العمل من جانب المونتاج في الانتقال الزمني مع إعطاء أهمية كبيرة للموسيقى التصورية، ونلمس تأثر المخرج بعدد من المشاهد التي وردت في أفلام الرعب الشهيرة خصوصا الفيلم البريطاني ”لا ذيسانت” للمخرج البريطاني جون هاريس أو فيلم ”في جزئيه ”2005-2009”، و أيضا من الموسيقى التي لم تكن أصلية واقبتسها فيلم ”م” من عدة أفلام عالمية مما يعكس ضعف الميزانية، وفي مقابل ذلك تميّز الفيلم القسنطيني في اختيار الديكور ”الكهف”، وهو مكان غير معروف للكثيرين جدا، ويعكس التنوع الطبيعي لولاية قسنطينة، كما قام بتصوير بعض المشاهد في قصر ”أحمد باي” والمناطق التاريخية لهذه المدينة العتيقة، فقد حاول المخرج توظيف أكبر قدر ممكن من الأماكن المحلية، ليسرد قصة مستوحاة من الثقافة والتراث المحلي، ولأول مرة نشاهد ”الملحفة القسنطينية” تشكّل شخصية من شخصيات أفلام الرعب. ولدت هذه التجربة بسيطة ولكن بأحلام كبيرة، وهي تؤشر إلى ضرورة دعم التكوين في المعاهد لدى الشباب المولع بأفلام الأكشن والرعب، وهي ظاهرة عامة نجدها مؤخرا في عدد من الأفلام القصيرة التي تحمل أفكارا جيدة ولكن ينقص مخرجيها الخبرة والإمكانيات من أجل إنجاز فيلم جزائري متكامل. وحسب المخرج، فإن الهدف من فيلم ”م” هو ”حجز مكانة للجزائر في هذا المجال السينمائي الذي يستقطب الجهمور” كما قال ”في الجزائر يعتبر هذا النوع من الأفلام شبه غائب وهو ما حفّزنا لخوض المغامرة”.