يعرض المزارع الصهيوني افنير يونا (54 عاما) طائرة ورقية حلقت من قطاع غزة وسقطت في كيبوتز نحال عوز الذي يعمل فيه، وهي ضمن مئات الطائرات الورقية الحارقة التي أصبحت، بعد الحجارة، رمز للنضال الفلسطيني منذ أكثر من شهر على حدود القطاع للمطالبة بحقهم في العودة. وتفحص افنير يونا الطائرة التي سقطت في أرض الكيبوتز وهي يدوية الصنع من إطار خشبي خفيف ومغطاة بنايلون شفاف وقد علقت بها شرائط من صحف باللغة العربية. وقال افنير يونا لفرانس برس مشيرا إلى قطعة قماش سوداء معلقة بالطائرة الورقية "أنهم يعلقون الملابس المبللة بالبنزين ويشعلون النار فيها، ويطلقونها باتجاهنا". وهذه الطائرة الورقية تم إطلاقها من قطاع غزة التي تظهر أبينتها الخرسانية في الأفق على الجانب الأخر من الجدار الصهيوني، وسقطت في الكيبوتز بعد أن قطعت نحو كيلومتر من الحدود التي تخضع لحراسة مشددة. واقتصر الحريق الذي تسببت به هذه المرة على شجيرات من العليق وأحرقتها. لكن منذ أكثر من شهر أحرقت مئات الطائرات الورقية من غزة مئات الدونمات من الأراضي المزروعة والأراضي الخلاء. وبعد أن كانت الحجارة والزجاجات الحارقة رمزا للاحتجاج الفلسطيني في الانتفاضتين الشعبيتين أصبحت الطائرات الورقية الحارقة رمز التظاهرات التي بدأت في مارس على حدود قطاع غزة للمطالبة بحق العودة. وتسمح الطائرة لمطلقها أن يظل بعيدا عن نيران الجيش الصهيوني وتحافظ في الوقت نفسه على الطابع السلمي المعلن للاحتجاجات، حيث يسعى المنظمون لتفادي إطلاق النار من الجانب الفلسطيني. واستشهد على الأقل 125 فلسطينيا بنيران الجيش الصهيونيمنذ بدء الاحتجاجات على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة أواخر مارس الماضي. وأصبحت الطائرات الورقية مصدر توتر للسياسيين الصهاينة إذ بات السؤال حول كيفية الرد الاستراتيجي عليها. قد تكون الطائرة الورقية التي عثر عليها يونا قد أطلقت بالقرب من مخيم البريج للاجئين. وهناك جلس 12 شابا على الرمال وهو يعلقون مواد حارقة على طائرات ورقية. ويقول أبو موسى (25 عاما) "إذا ربطنا الطائرات الورقية ما يكفي من الخيطان القوية فيمكنها الذهاب لمسافة 20 او 30 كيلومترا"، وأضاف "بمجرد أن تبتعد الطائرة بما فيه الكفاية، نقوم بقطع الخيطان". وقال أبو ماجد (28 عاما) "نحن بهذه الطريقة نشعل النار في مزارعهم ونجعلهم يعانون مثلنا". على الجانب الآخر من السياج يقول افراييم يونا " خمسة شواقل (حوالي يورو واحد) هي تكلفة عمل الطائرة الورقية، وخمس دقائق لصنعها وهذه النتيجة"، مشيرا إلى قمح متفحم عند قدميه. ويقدر الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية في الكيبوتز بنحو مليوني شاقل (نحو نصف مليون يورو) حيث اضطروا للإسراع في حصاد القمح وبعض المحاصيل الأخرى رغم أن العديد منها لم تكن ناضجة بعد. وقدرت الحكومة الإسرائيلية حجم الضرر ب5 ملايين شاقل (1.2 مليون يورو) وتعهدت بتعويض المزارعين.