تشارك أربعة منتخبات عربية في كأس العالم روسيا-2018 وهي المرة الأولى في تاريخ كرة القدم العربية تتأهل أربعة منتخبات عربية لنفس المونديال حيث ستتابع جماهير كرة القدم العربية فرق تونس والمغرب ومصر والسعودية في المونديال الروسي الذي يفتتح يوم الخميس بلقاء البلد المنظم روسيا مع المنتخب السعودي. فبنجوم من الجيل الجديد وبحظوظ متفاوتة حسب تركيبة المجموعات في الدور الأول ستراهن المنتخبات العربية على أن تترك أفضل انطباع في المونديال الروسي وتعزيز سجلها. ووضعت القرعة المنتخب التونسي في مجموعة صعبة إلى جانب منتخبات انجلترا وبلجيكا وبنما بينما سيلعب منتخبا مصر والسعودية في نفس المجموعة إلى جانب البلد المنظم روسيا والأوروغواي. أما المغرب فأوقعته القرعة في المجموعة الثانية إلى جانب البرتغال وإسبانيا وإيران. وشاركت إلى حد مونديال البرازيل-2014 ثمانية منتخبات عربية في نهائيات كاس العالم (أربعة من عرب إفريقيا وأربعة من عرب آسيا) وهي تونسوالجزائر والمغرب ومصر والسعودية والإمارات والعراق والكويت. وتملك منتخبات تونس والمغرب والسعودية العدد الأكبر من المشاركات في المونديال حيث سيكون مونديال روسيا هو الخامس في رصيدها بينما شارك المنتخب الجزائري في أربع دورات ثم يأتي منتخب مصر الذي سيشارك للمرة الثالثة في المونديال بينما شاركت منتخبات الكويت والعراق والإمارات العربية في مناسبة واحدة. وعرفت دورتا كاس العالم في المكسيك مشاركة ثلاثة منتخبات عربية مرة واحدة وهي الجزائروالعراق والمغرب بينما شاركت منتخبات تونس والسعودية والمغرب في مونديال فرنسا-1998. وافتتح المنتخب المصري قصة المشاركات العربية في المونديال يوم 27 ماي 1934 عندما لعب مقابلة واحدة أمام منتخب المجر وانهزم (2-4) وكان نظام المونديال يفرض على المنهزم الخروج ثم غاب المنتخب المصري عن المونديال حتى دورة 1990 بإيطاليا أي بعد 56 سنة ثم غاب ثانية ليعود بعد 28 سنة في مونديال روسيا-2018. وإذا كان الافتتاح مصريا فان قصة أول نجاح عربي يعود للمنتخب التونسي الذي حقق أول فوز عربي وإفريقي في المونديال في "ملحمة" الأرجنتين عام 1978 على حساب منتخب المكسيك 3-1 بفضل أهداف الكعبي وغميض وذويب. ومازالت جماهير كرة القدم العربية تذكر قصة المشاركة التونسية الأولى في نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي جرت في الأرجنتين عام 1978 حيث ترك "نسور قرطاج" ذكريات راسخة في قلوب كل العرب و الأفارقة بعد فوز على المكسيك وتعادل مع بطل العالم لسنة 1974 المنتخب الألماني 0-0وهزيمة أمام بولونيا رغم مردود مقنع 1-0. ومهد الظهور المشرف للمنتخب التونسي في مونديال الأرجنتين-1978 لتوسيع قاعدة تمثيل القارة الإفريقية في المونديال من مقعد واحد إلى مقعدين في دورة اسبانيا-1982 وقد تأهل لنيل المقعدين في كاس العالم منتخبا الجزائر والكاميرون. وقد مرت 40 سنة عن أول مباراة لنسور قرطاج في مونديال الأرجنتين يوم 2 جوان 1978 وهو يوم تاريخي في سجلات كرة القدم العربية الإفريقية تحقق فيه أول انتصار للعرب في كأس العالم. وقد فتحت المشاركة المشرفة الباب عريضا أمام المنتخبات العربية لتحقيق انتصارات متتالية. وشارك المنتخب الجزائري في كاس العالم اسبانيا-1982 وفاز زملاء لخضر بلومي على ألمانيا الغربية 2-1 في ما اعتبر انتصاراً تاريخياً نظرا لقيمة المنافس يومها. ولكن مونديال إسبانيا-1982 شهد فضيحة لطخت نزاهة اللعبة وحكمت على المنتخب الجزائري بالخروج من المونديال الإسباني مرفوع الرأس حيث انه بعد الفوز على ألمانيا 2-1 خسر مباراته الثانية أمام النمسا 0-2 ثم تغلب على تشيلي 3-2 وكان عليه ان ينتظر نتيجة مباراة ألمانياوالنمسا لمعرفة مصيره. وكانت النتيجة الوحيدة التي تقصي منتخب الجزائر وتؤهل ألمانياوالنمسا معا هي فوز ألمانيا بهدف واحد، وهو ما حصل يوم المباراة حيث انه بعد أن سجل منتخب ألمانيا هدف السبق في الدقيقة ال11 سار مجرى اللقاء كما أراد له المنتخبان لتتحقق النتيجة التي أهلت المنتخبين الألماني والنمساوي إلى الدور الثاني. وشارك المنتخب المغربي للمرة الثانية في تاريخه في كأس العالم في دورة المكسيك-1986 وتأهل إلى الدور الثاني ليكون أول منتخب عربي يتأهل الى الدور الثاني من المونديال في تاريخ النهائيات. وفي الدور الثاني قدم المنتخب المغربي عروضا متميزة أمام ألمانيا لكن هدف ماتيوس في اواخر المباراة حكم على اسود الأطلس بالخروج من النهائيات. وشكل المنتخب السعودي من جهته مفاجأة سارة في مشاركته الأولى في المونديال سنة 1994 عندما تأهل إلى الدور الثاني لكنه خرج أمام منتخب السويد 1-3. وتأهل المنتخب السعودي بعد ذلك ثلاث مرات على التوالي وهو رقم قياسي عربي, محتكرا التمثيل العربي الآسيوي في المونديال حيث غابت بقية المنتخبات العربية الآسيوية عن كأس العالم منذ دورة ايطاليا-1990. وشاءت قرعة المونديال في أكثر من مناسبة أن يلتقي المنتخب السعودي أشقاءه العرب خلال الدور الأول حيث فاز على نظيره المغربي في مونديال 1994 بنتيجة 1-0 وتعادل في مونديال ألمانيا-2006 مع نظيره التونسي 2-2. وسيلاقي في مونديال روسيا-2018 نظيره المصري. وشاركت أربعة منتخبات عربية في أربع دورات وهي الجزائر والمغرب والسعودية وتونس وتمكنت ثلاث منها من بلوغ الدور الثاني وهي الجزائر والمغرب والسعودية مما جعلها تلعب 13 مقابلة في المونديال بفارق مباراة واحدة عن المنتخب التونسي الذي خاض 12 مقابلة بمعدل ثلاث مقابلات في كل دورة. وبحساب رصيد النقاط يتصدر المنتخب الجزائري ترتيب المنتخبات العربية ب 12 نقطة من 3 انتصارات و 3 تعادلات و7 هزائم وسجل 13 هدفا مقابل 19 هدفا في شباكه، متقدما عن المغرب (10 نقاط) من فوزين و 4 تعادلات و7 هزائم. اما منتخب السعودية فقد لعب 13 مقابلة في المونديال وحقق انتصارين وتعادلين و 9 هزائم وجمع 8 نقاط، حيث سجل 9 اهداف وقبلت شباكه 32 هدفا. ويحتل المنتخب التونسي المركز الرابع بين المنتخبات العربية من حيث رصيد النقاط في مجموع الدورات التي خاضها حيث فاز في مباراة واحدة وتعادل أربع مرات وانهزم في سبع مقابلات وسجل 8 أهداف وقبل 17 هدفا. اما على المستوى الفردي فإن السعودي سامي الجابر يملك أفضل رصيد بتسجيله 3 أهداف وهو أفضل هداف في تاريخ مشاركات العرب في المونديال بينما تمكن 7 لاعبين عرب من تسجيل هدفين وهم عبد الجليل حدا وعبد الرزاق خيري وصلاح الدين بصير (المغرب) وإسلام سليماني وعبد المؤمن جابو وصالح عصاد (الجزائر) والسعودي فؤاد أنور.
وفي ما يلي سجل المشاركات العربية في دورات المونديال: 1934: مصر 1970: المغرب 1978: تونس 1982: الجزائر والكويت 1986: العراق والمغرب والجزائر 1990: مصر والامارات 1994: السعودية والمغرب 1998: تونس والمغرب والسعودية 2002: تونس والسعودية 2006: تونس والسعودية 2010: الجزائر 2014: الجزائر 2018: تونس والمغرب ومصر والسعودية.